الأربعاء، 20 يناير 2021

رويد الغزو ينمرق

هذه مقالة امرأة كانت تغزو، وتسمى رقاش، من بني كنانة، فحملت من أسير لها، فذكر لها الغزو، فقالت: رويد الغزو، أي أمهل الغزو، حتى يخرج الولد. يضرب في التمكث وانتظار العاقبة.
ذكر المفضل أن امرأة كانت من طيء يقال لها رقاش، فكانت تغزو بهم ويتيمنون برأيها، وكانت كاهنة لها حزم ورأي، فأغارت طيء وهي عليهم على إياد بن نزار ابن معد يوم رحى جابر، فظفرت بهم وغنمت وسبت، فكان فيمن أصابت من إياد شاب جميل، فاتخذته خادما، فرأت عورته فأعجبها فدعته إلى نفسها فحملت فأتيت في إبان الغزو، فقالوا: هذا زمان الغزو فاغزي إن كنت تريدين الغزو، فجعلت تقول: رويد الغزو ينمرق، فأرسلتها مثلا، ثم جاؤا لعادتهم فوجدوها نفساء مرضعا قد ولدت غلاما، فقال شاعرهم:
نبئت أن رقاش بعد شماسها            حبلت وقد ولدت غلاما أكحلا
فالله يحظيها ويرفع بضعها                    والله يلقحها كشافا مقبلا
كانت رقاش تقود جيشا جحفلا    فصبت وأحر بمن صبا أن يحبلا

رهبوت خير من رحموت

 أي لأن ترهب خير من أن ترحم، قال المبرد: رهبوتي خير من رحموتي، ومثله في الكلام جبروت وجبروتي

رمي فلان من فلان في الرأس.

إذا أعرض عنه وساء رأيه فيه حتى لا ينظر إليه
قال أبو عبيد: ومنه حديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حين سلم عليه زياد بن حذير فلم يرد عليه، فقال زياد: لقد رميت من أمير المؤمنين في الرأس، وكان -[288]- ذلك لهيئة رآها عليه فكرهها، وأراد زياد لقد ساء رأي أمير المؤمنين في، فإذا قيل "رمي فلان من فلان في الرأس" كان التقدير: رمى في رأسه منه شيء، أي ألقى في دماغه منه وسوسة حتى ساء رأيه فيه، والألف واللام من قولهم "في الرأس" ينوبان عن الإضافة كقوله: وآنفنا بين اللحى والحواجب