السبت، 2 سبتمبر 2017

خربان أرض صقرها ملت

الخرب، ذكر الحباري والجمع خربان. وألت الصقر، إذا أدخل رأسه تحت ريشه يضرب لقوم يعيشون في أرض غفل صاحبها عنهم.

خلة أعراب ودين فادح

الخلة، المحبة والمحب أيضاً. والدين الفادح، المثقل. يقال: فدحه الدين، إذا أثقله. وخص الأعراب لأنها لقيت الشدة فتكلفك ما لا طاقة لك به. يضربه من يلزمه ما يكره ولا بد له من تحمله.

خطيطة فيها كلاب شغر

الخطيطة، الأرض التي لم يصبها مطر بين أرضين ممطورتين. وشغر الكلب، رفع إحدى رجليه من الأرض ليبول. يضرب لقوم وقعوا في بؤس وهم مع ذلك يستطيلون على الناس.

خبراء واد ليس فيها مهلك

الخبراء، مكان فيه شجر السدر، وهي مناقع للماء يبقى فيها الصيف. يضرب للكريم يأمن جيرانه سوء الحال وشفف العيش.

أخلفك الوزن وسهل لا يرى

الوزن، نجم يطلع من مطلع سهيل يشبه سهيلاً في الضوء. وكذلك حضار، مثل قطام، يقال حضار والوزن محلفان. وذلك أن كل واحد منهما يظن أنه سهيل فيحمل كل من رآه على الحلف إنه هو بعينه. وسهل تكبير سهيل. يضرب لمن علق رجاءه برجلين ثم لا يفيان بما أمل.

خمر أبي الروقاء لست تسكر

يضرب للغني الذي لا فضل له على أحد، ولا إحسان إلى إنسان.

خوق من السام بجيد أوقص

الخوق، الحلقة من الذهب أو الفضة. والسام جمع سامة وهي عروق الذهب. والجيد الأوقص، القصير. يضرب للشريف الآباء الدنيء في نفسه.

خضلة تعيبها رصوف

الخضلة، المرأة الناعمة التارة. والرصوف، المرأة الصغيرة الفرج. ويقال: الضيقة الفرج حتى لا يكون للذكر فيه مسلك، وهي مثل الرتقاء. والرصف، ضم الشيء بعضه إلى بعض. يعني أن هذه الرصوف المعيوبة تعيب هذه الناعمة. يضرب لمن يعيب الناس وبه عيب.

أخطأت إسته الحفرة

يضرب لمن رام شيئاً فلم ينله يروى أن المختار بن عبيد قال وهو بالكوفة والله لأدخلن البصرة لا أرمى دنونها بكثاب ثم لأملكن السند والهند والبند أنا والله صاحب الخضراء والبيضاء والمسجد ينبع منه الماء فلما بلغ هذا القول الحجاج بن يوسف قال أخطأت إست بن عبيد الحفرة أنا والله صاحب ذاك.

خواطئاً كأنه نواقر

النواقر، السهام النوافذ في الغرض. يضرب للرجل يخطئ فيكون خطؤه أقرب إلى الصواب من صواب غيره. ونصب خواطئاً على تقدير رمى خواطئ.

خذ أخاك بحم إسته

الحم، ما أذيب من الألية. أي خذه بأول ما سقط به من الكلام.

الخنفساء إذا مست نتنت

أي، جاءت بالنتن الكثير. يضرب لمن ينطوي على خبث فيقال: لا تفتشوا عما عنده فإنه يؤذيكم بنتن معايبه. والخنفساء، بفتح الفاء ممدود، هذه الدويبة. والأنثى خنفساة. وقال الأصمعي: لا يقال خنفساء، بالهاء. والخنفس، لغة في الخنفساء والأنثى خنفسة.

خير سلاح المرء ما وقاه

يعني، خير ولد الرجل وأهله ما كفاه ما يحتاج إليه.

أخبرته خبوري وشقوري وفقوري

قال الفراء: كله مضموم الأول. وقال أبو الجراح بالفتح. ويخط أبي الهيثم شقوري، بفتح الشين، والمعنى أخبرته خبري. وسيرد الكلام في شقوري وفقوري من بعد أن شاء الله تعالى

أخل إليك ذئب أزل

يقال للرجل: أخل إليك. أي الزم شأنك. قال الجعدي:

وذلك من وقعات المنـون فاخلي إليك ولا تعجبي
وتقدير المثل: الزم شأنك فهذا ذئب أزل. يضرب في التحذير للرجل. ويروى: أخل إليك، أي كن خالياً. يقال: أخليت، أي خلوت وأخليت غيري. يتعدى ولا يتعدى. قال غني بن مالك العقيلي:
أتيت مع الحداث ليلى فلم أبـنفاخليت فاستعجمت عند خلائي
أي خلوت. وقوله: إليك، يريد أخل ضاما إليك أمرك وشأنك فإن هذا ذئب أزل. والأزل، الذي لا لحم على فخذيه ولا وركيه، وذلك أسرع له في المشي.

خل من قل خيره لك في الناس غيره

خل من قل خيره لك في الناس غيره

خير الناس هذا النمط الأوسط

يعني بين المقصر والغالي.

خير المال عين ساهرة لعين نائمة

يجوز أن يكون هذا مثل قولهم: خير المال عين خرارة. ويجوز أن يكون معناه عين من يعمل لك كالعبيد والأماء وأصحاب الضرائب وأنت نائم.

خير الغداء بواكره وخير العشاء بواصره

يعني ما يبصر فيه الطعام قبل هجوم الظلام.

الأخطب مشوار كثير العثار

المشوار، المكان الذي تعرض فيه الدواب.

الخطأ زاد العجول

يعني: قل من عجل في أمر إلا أخطأ قصد السبيل.

خبره بأمره بلاً بلاً

قال أبو عمرو: معناه بابا بابا، لم يكتمه من أمره شيئاً.

خير الغنى القنوع وشر الفقر الخضوع

قاله أوس بن حارثة لابنه مالك. قالوا يراد بالقنوع القناعة. والصحيح أن القنوع السؤال والتذلل للمسئلة، يقال: قنع، بالفتح، يقنع قنوعاً. قال الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغنيمفاقره أعف من القنوع
يعني، من مسألة الناس. وقال بعض أهل العلم: القنوع يكون بمعنى الرضا وأنشد:
وقالوا قد زهدت فقلت كلاولكني أعزني القـنـوع
القانع، الراضي. قال لبيد:
فمنهم سعيد آخذ بنصيبـهومنهم شقي بالمعيشة قانع
قال: ويجوز أن يكون السائل سمي قانعاً لأنه يرضى بما يعطى، قل أو كثر، فيكون معنى القناعة والقنوع راجعاً إلى الرضا.

خير حظك من دنياك ما لم تنل

لأنها شرور وغرور

خير الأمور أحمدها مغبة

أي عاقبة. مثل هذا قولهم: الأعمال بخواتيمها.

السبت، 26 أغسطس 2017

خير الأمور أوساطها

يضرب في التمسك بالاقتصاد. قال أعرابي للحسن البصري: علمني ديناً وسوطاً، لا ذاهباً فروطاً، ولا ساقطاً. فقال: أحسنت يا أعرابي، خير الأمور أوساطها.

خالطوا الناس وزايلوهم

أي، عاشروهم في الأفعال الصالحة وزايلوهم في الأخلاق المذمومة.

خف رماة الغيل والكفف

الغيل، جمع غيلة، وهي اسم من الاغتيال. والكفف، جمع كفة وهي حبالة الصائد. أي خفف الأغتيال، وهو القتل مغالة، وخف كفه الحابل. يضرب في التحذير والأمر بالحزم.

خاصم المرء في تراث أبيه أو لم تبكه

أي، إن نلت شيئاً فهو الذي أردت، وإلا لم تغرم شيئاً.

خير العفو ما كان عن القدرة

قال الشاعر:
أعف عني فقد قدرت وخير العفو عفو يكون بعد اقتدار


أخنى عليها الذي أخنى على لبد

أخنى، أي أهلك. ولبد، أخر نسور لقمان. قال لبيد:
ولقد جرى لبد فأدرك ركضهريب الزمان وكان غير مثقل
لما رأى لبد النسور تطـايرترفع القوادم كالفقير الأعزل


الخمر تعطي من البخيل

أي أنه يكون بخيلاً فيجود، وحليماً فيجهل، ومالكاً للسانه فيضيع سره.

خذ حظ عبد أباه

الهاء ترجع إلى الحظ أي أن ترك رزقه وسخطه فخذه أنت.

خير بين جدع وخصاء

يضرب لمن وقع في خصلتين مكروهتين.

خبأة صدق خير من يفعة سوء

الخبأة، المرأة التي تطلع ثم تختبئ. ويقال: غلام يافع ويفعة وغلمان يفعة أيضاً في الجمع أي جارية خفرة خير من غلام سوء. يضرب للرجل يكون خامل الذكر فيقال لأن يكون كذا خير من أن يكون مشهوراً مرتفعاً في الشر.

خله درج الضب

يضرب لمن شوهد منه إمارات الصرم، أي دعه يدرج درج الضب، أي دروجه، ويذهب ذهابه. والهاء، في خله، ترجع إلى الرجل. قال أبو سعيد الضرير: معناه خله ودعه في حجره، وذلك أنه يحفر حجره درجاً بعضه تحت بعض فإذا دخل فيه لم يدرك، فهذا درج الضب. قلت: فعلى ما قال، الهاء، في خله، للسكت، إلا إنه أجراه مجرى الوصل، أي خل درج الضب فلا تبحث عنه فإنك لا تجده، كذلك هذا الرجل فخله ودعه فإنه لا سبيل لك إلى وداده. وقال غيره: يجوز أن يراد به التأييد، أي خله ما درج الضب، أي أبداً. ويجوز انتصابه على الظرف أيضاً، أي خله في طريق الضب. ويقال أيضاً: خل درح الضب، أي خل طريقه لئلا يسلك بين قدميك فتنتفخ. يضرب في طلب السلامة من الشر

خير الخلال حفظ اللسان

يضرب في الحث على الصمت.

الخنق يخرج الورق

يضرب للغريم الملح يستخرج دينه بملازمته.

خير قليل وفضحت نفسي

ويروى: نفع قليل. قالوا: إن أول من قال ذلك فاقرة، أمراع مرة الأسدي، وكانت من أجمل النساء في زمانها. وإن زوجها غاب عنها أعواماً فهويت عبداً لها حامياً، كان يرعى ماشيتها. فلما همت به أقبلت على نفسها فقالت: يا نفس، لا خير في الشرة فإنها تفضح الحرة، وتحدث العرة. ثم أعرضت عنه حيناً، ثم همت به فقالت: يا نفس، موتة مريحة خير من الفضيحة وركوب القبيحة، وإياك والعار، ولبوس الشنار، وسوء الشعار، ولؤم الدثار. ثم همت به وقالت: إن كانت مرة واحدة فقد تصلح الفاسدة، وتكرم العائدة. ثم جسرت على أمرها فقالت للعبد: احضر مبيتي الليلة. فأتاها فواقعها، وكان زوجها عائفاً مارداً، وكان قد غاب دهراً ثم أقبل آتياً، فبينا هو يطعم إذ نعب غراب فأخبره أن امرأته لم تفجر قط ولا تفجر إلا تلك الليلة. فركب مرة فرسه وسار مسرعاً رجاء أن هو أحسها أمنها أبداً، فانتهى إليها، وقد قام العبد عنها وقد ندمت وهي تقول: خير قليل وفضحت نفسي. فسمعها مرة، فدخل عليها وهو يرعد لما به من الغيظ فقالت له: ما يرعدك? قال مرة ليعلم أنه قد علم: خير قليل وفضحت نفسي. فشهقت شهقة وماتت فقال مرة:
لحا الله رب الناس فاقر ميتةوأهون بها مفقوده حين تفقد
لعمرك ما تعتادني منك لوعةولا أنا من وجد عليك مسهد
ثم قام إلى العبد فقتله.

خلاؤك أقنى لحيائك

أقنى، أي ألزم. والمعنى أن إذا خلوت في منزلك كان أحرى أن تقني الحياء، وتسلم من الناس، لأن الرجل إنما يحذر ذهاب الحياء إذا وأجه خصماً، أو عارض شكلاً، وإذا خلا في منزله لم يحتج إلى ذلك. يضرب في ذم مخالصة الناس.

خير الفقه ما حاضرت به

أي، أنفع علمك ما حضرك في وقت الحاجة إليه.

الخلة تدعو إلى السلة

الخلة، الفقر. والسلة، السرقة. يعني أن الفقر يدعو إلى دناءة المكسب. ويجوز أن يراد بالسلة سل السيوف.

خير ما رد في أهل ومال

يقال هذا للقادم من سفره، أي جعل الله ما جئت به خير ما رجع به الغائب. ويروى خير، بالنصب، أي جعل الله ردك خير رد في أهل ومال. وبالرفع، على تقدير ردك خير رد. وفي، بمعنى مع.

خير مالك ما نفعك

قال أبو عبيد: العامة تذهب بهذا المثل إلى أن خير المال ما أنفقه صاحبه في حياته ولم يخلفه بعده. وكان أبو عبيدة يتأوله في المال يضيع للرجل فيكسب به عقلاً يتأدب به في حفظ ماله فيما يستقبل. كما قالوا: لم يضع من مالك ما وعظك.

خير إناءيك تكفئين

يقال: كفأت الأناء، قلبته وكببته. وزعم ابن الأعرابي أن أكفأت لغة. قال الكسائي: كفأته كببته، واكتفأته مثل كفأته. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم. "ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها". قال أبو عبيد: قد علم أنه لم يرد الصحفة خاصة، إنما جعلها مثلاً لحظها من زوجها. يقول: إنه إذا طلقها لقول هذه كانت قد أمالت نصيب صاحبتها إلى نفسها. قالوا: يضرب هذا المثل في موضع حرمان أهل الحرمة وإعطاء من ليس كذلك.

اختلط الليل بالتراب

مثل ما تقدم من المعنى.

اختلط الخاثر بالزباد

الخاثر، ما خثر من اللبن. والزباد، الزبد. يضرب للقوم يقعون في التخليط من أمرهم. عن الأصمعي.

خل سبيل من وهي سقاؤه ومن هريق بالفلاة ماؤه

يضرب لمن كره صحبتك وزهد فيك. قال الشاعر:
صادق خليلك ما بدا لك نصحهفإذا بدا لك غشه فـتـبـدل


خلع الذرع بيد الزوج

كان المفضل يحكي أن المثل لرقاش بنت عمرو بن تغلب بن وائل. وكان تزوجها كعب بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة فقال لها: أخلعي درعك. فقالت: خلع الدرع بيد الزوج. فقال: أخلعيه لأنظر إليك. فقالت: التجرد لغير النكاح مثلة. فذهبت كلمتاها مثلين. يضربان في وضع الشيء غير موضعه.

أخلف رويعاً مظنه

أصله أن راعياً كان اعتاد مكاناً يرعاه فجاءه يوماً وقد حال عما عهده. أي أتاه الخلف من حيث كان لا يأتيه. ومظن كل شيء حيث يظن به ذلك الشيء. يضرب في الحاجة يعوق دونها عائق.

خير ليلة بالأبد ليلة بين الزباني والأسد

وذلك عند طلوع الشرطين، وسقوط الغفر وما كان فيه من مطر، فهو من الربيع. وكانت العرب تراها من ليالي السعود إذا نزل بها القمر. وقوله: بالأبد. الباء، بمعنى في. والإبد، الدهر.

خلا لك الجو قبيضي واصفري

أول من قال ذلك طرفة بن العبد الشاعر، وذلك أنه كان مع قومه في سفر، وهو صبي، فنزلوا على ماء، فذهب طرفة بفخيخ له فنصبه للقنابر، وبقي عامة يومه فلم يصد شيئاً، ثم حمل فخه ورجع إلى عمه، وتحملوا من ذلك المكان، فرأى القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحب فقال:
يا لك من قنبرة بـمـعـمـرخلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تـنـقـريقد رحل الصياد عنك فابشري
ورفع الفخ فمـاذا تـحـذريلا بد من صيدك يوماً فاصبري
وحذف النون من قوله، تحذري، لوفاق القافية، أو لالتقاء الساكنين. قال أبو عبيد: يروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال لابن الزبير، حين خرج الحسين رضي الله عنه إلى العراق: خلا لك الجو فبيضي واصفري. يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها.

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

خفت نعامتهم

وكذلك: شالت نعامتهم. إذا ارتحلوا عن منهلهم وتفرقوا.

خامري حضاجر أتاك ما تحاذر

حضاجر، اسم للذكر والأنثى من الضباع. ومن أسجاعهم في مثل هذا: لم ترع يا حضاجر، كفاك ما تحاذر، ضبارم مخاطر، ترهبه القساور، يعني الأسود. ويقال:
يا أم عمرو أبشري بالبشرىموت ذريع وجراد عظلى
وكلا المثلين يضرب للذي يرتاع من كل شيء جبناً. وقيل: جعلا مثلاً لمن عرف الدنيا في نقضها عقود الأمور بإيراد البلاءي عقيب الرخاء، ثم يسكن إليها مع ما علم من عادتها، كما تغتر الضبع بقول القائل: خامري أم عامر.

خامري أم عامر

خامري، أي أستري. وأم عامر، وأم عمرو، وأم عويمر، الضبع يشبه بها الأحمق. ويروى ن علي رضي الله عنه أنه قال: لا أكون مثل الضبع، تسمع اللدم فتبرز طمعاً في الحية حتى تصاد. وهي كما زعموا من أحمق الدواب، لأنهم إذا أرادوا صيدها رموا في حجرها بحجر فتحسبه شيئاً تصيده، فتخرج لتأخذه فتصاد عند ذلك. ويقال لها: ابشري بجراد عظال، وكمر رجال. فلا يزال يقال حتى يدخل عليها رجل فيربط يديها ورجليها، ثم يجرها. والجراد العظال، الذي ركب بعضها بعضاً كثرة. وأصل العظال سفاد السباع. وقوله: وكمر رجال. يزعمون أن الضبع إذا وجدت قتيلاً قد انتفخ جردانه، ألقته على قفاه، ثم ركبته. قال العباس ابن مرداس السلمي:
ولو مات منهم من جرحنا لأصبحتضباع بأعلى الرقمتين عـرائسـا

الخروف يتقلب على الصوف

يضرب للرجل المكفي المؤن.

اختلط المرعي بالهمل

يقال إبل همل. وهو همل وهمال، واحدها هامل، والمرعي التي فيها رعاؤها، والهمل ضدها. يضرب للقوم وقعوا في تخليط.
خير حالبيك تنطحين قال أبو عبيد: أصله أن شاة، أو بقرة، كان لها حالبان. وكان أحدهما أرفق بها من الآخر فكانت تنطحه وتدع الآخر. يضرب لمن يكافئ المحسن بالإساءة ويروى هيل هيل، خير حالبيك تنطحين. يقال: هيلة، اسم عنز. وهيل مرخم منها.

الخيل أعلم من فرسانها

يضرب لمن ظننت به أمراً فوجدته كذلك أو بخلافه.

الخيل أعلم بفرسانها

قال أبو عبيد: يعني أنها قد أختبرت ركابها فهي تعرف الكفء من غيره. ومعنى المثل: استغن بمن يعرف الأمر.

الخيل تجري على مساويها

قال اللحياني: لا واحد للمساوي ومثلها، المحاسن، والمقاليد. يقول: إن كان بها، يعني بالخيل أوصاب أو عيوب، فإن كرمها بحملها على الجري، فكذلك الحر الكريم يحتمل المؤن ويحمي الذمار وإن كان ضعيفاً، ويستعمل الكرم على كل حال.

أخبرته بعجري وبجري

قال أبو عبيد: أصل العجر العروق المتعقدة. والبجر أن تكون تلك العروق في البطن خاصة. يضرب لمن تخبره بجميع عيوبك ثقة به. قال الشعبي: وقف علي رضي الله عنه يوم الجمل على طلحة وهو صريع قتيل فقال: عز علي، أبا محمد، أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء، تحشر من أفواه السباع وبطون الأودية، إلى الله أشكو عجري وبجري.

خرج نازعاً يده

يضرب لمن نزع يده عن طاعة سلطانه.

أختلفت رؤوسها فرتعت

الهاء، راجعة إلى الإبل، وإنما تختلف رؤوسها عند الرتوع. يضرب في اختلاف القوم في الشيء.

أخبرها بعابها تخفر

العاب، العيب. يضرب للمأة الجريئة. أي أخبرها بعيبها لتكسر من جرأتها.

خرقاء عيابة

أي أنه أحمق ومع ذلك يعيب غيره.

خرقاء ذات نيقة

النيقة، فعله من التنوق. يقال: تنوق في الأمر، أي تأنق فيه. وبعضهم ينكر تنوق ويقول إنما هو تأنق. يضرب للجاهل بالأمر ومع ذلك يدعي المعرفة.

خذي ولا تناثري

هذا المثل من قوله دغة. وذلك أن أمها قالت لها حين رحلوا بها إلى بني العنبر: يوشك أن تزورينا محتضنة اثنين. فلما ولدت في بني العنبر، استأذنت في زيارة أمها فجهزت مع ولدها، فلما كانت قريبة من الحي أخذت ولدها فشقته باثنين، فلما جاءت الأم قالت لها: أين ولدك? فقالت: دونك، وأومأت إليه ثم قالت: يا أمه خذي ولا تناثري أنهما اثنان بحمد الله. يضرب في ستر العيوب وترك الكشف عنها.

خرقاء وجدت صوفاً

ويقال: وجدت ثلة، وهي الصوف أيضاً. يضرب مثلاً للذي يفسد ماله.

خطب يسير في خطب كبير

قال قصير بن سعد اللخمي لجذيمة بن مالك بن نصر الذي يقال له جذيمة الأبرش، وجذيمة الوضاح. والعرب تقول للذي به البرص، به وضح، تفادياً من ذكر البرص. وكان جذيمة ملك ما على شاطئ الفرات. وكانت الزباء ملكة الجزيرة، وكانت من أهل بأجرمى، وتتكلم بالعربية، وكان جذيمة قد وترها بقتل أبيها، فلما استجمع أمرها، وانتظم شمل ملكها، أحبت أن تغزو جذيمة، ثم رأت أن تكتب إليه أنها لم تجد ملك النساء إلا قبحاً في السماع، وضعفاً في السلطان، وإنها لم تجد لملكها موضعاً، ولا لنفسها كفؤاً غيرك، فأقبل إلي لأجمع ملكي إلى ملكك، وأصل بلادي ببلادك، وتقلد أمري مع أمرك. تريد بذلك الغدر. فلما أتى كتابها جذيمة، وقدم عليه رسلها، استخفه ما دعته إليه، ورغب فيما أطمعته فيه، فجمع أهل الحجا والرأي من ثقاته، وهو يومئذ ببقية من شاطئ الفرات، فعرض عليهم ما دعته إليه وعرضت عليه، فاجتمع رأيهم على أن يسير إليها فيستولي على ملكها، وكان فيهم قصير، وكان أريباً حازماً أثيراً عند جذيمة، فخالفهم فيما أشاروا به وقال: رأي فاتر وغدر حاضر. فذهبت كلمته مثلاً. ثم قال لجذيمة: الرأي أن تكتب إليها، فإن كانت صادقة في قولها فلتقبل إليك، وإلا لم تمكنها من نفسك، ولم تقع في حبالتها، وقد وترتها وقتلت أباها. فلم يوافق جذيمة ما أشار به. فقال قصير:
إني امرؤ لا يميل العجز ترويتيإذا أتت دون شيء مرة الـوذم
 فقال جذيمة: لا، ولكنك امرؤ رأيك في الكن لا في الضح. فذهبت كلمته مثلاً. ودعا جذيمة عمر بن عدي ابن أخته فاستشاره فشجعه على المسير وقال: إن قومي مع الزباء، ولو قد رأوك صاروا معك. فأحب جذيمة ماله، وعصى قصراً فقال قصير: لا يطاع لقصير أمر. فذهبت مثلاً. واستخلف جذيمة عمرو بن عدي على ملكه وسلطانه، وجعل عمرو بن عبد الجن معه على جنوده وخيوله، وسار جذيمة في وجوه أصحابه، فأخذ على شاطئ الفرات من الجانب الغربي، فلما نزل دعا قصيراً فقال: ما الرأي يا قصير? فقال قصير: ببقة خلفت الرأي. فذهبت مثلاً. قال: وما ظنك بالزباء? قال: القول رداف، والحزم عثراته تخاف. فذهبت مثلاً. قال: وما ظنك بالزباء? قال: القول رداف، والحزم عثراته تخاف. فذهبت مثلاً. واستقبله رسل الزباء بالهدايا والألطاف فقال: يا قصير، كيف ترى? قال: خطب يسير في خطب كبير. فذهبت مثلاً. وستلقاك الجيوش، فإن سارت أمامك فالمأة صادقة. وإن أخذت جنبتيك وأحاطت بك من خلفك فالقوم غادرون بك، فاركب العصا فإنه لا يشق غباره. فذهبت مثلاً. وكانت العصا فرساً لجذيمة لا تجاري. وأني راكبها ومسايرك عليها. فلقيته الخيول والكتائب، فحالت بينه وبين العصا، فركبها قصير، ونظر إليه جذيمة على متن العصا مولياً. فقال: ويل أمه حزماً على متن العصا. فذهبت مثلاً. وجرت به إلى غروب الشمس ثم نفقت، وقد قطعت أرضاً بعيدة، فبنى عليها برجا يقال له برج العصا وقالت العرب: خير ما جاءت به العصا. فذهبت مثلاً. وسار جذيمة وقد أحاطت به الخيل حتى دخل على الزباء، فلما رأته تكشفت فإذا هي مضفورة الأسب فقالت: يا جذيمة، أدأب عروس ترى? فذهبت مثلاً. فقال جذيمة: بلغ المدى، وجف الثرى، وأمر غدر أرى. فذهبت مثلاً. ودعت بالسيف والنطع ثم قالت: إن دماء الملوك شفاء من الكلب. فأمرت بطست من ذهب، قد أعدته له، وسقته الخمر حتى سكر وأخذت الخمر منه مأخذها، فأمرت براهشيه فقطعا، وقدمت إليه الطست وقد قيل لها: أن قطر من دمه شيء في غير الطست طلب بدمه. وكانت الملوك لا تقتل بضرب الأعناق إلا في القتال، تكرمة للملك، فلما ضعفت يداه سقطتا، فقطر من دمه في غير الطست فقالت: لا تضيعوا دم الملك. فقال جذيمة: دعوا ما ضيعه أهله. فذهبت مثلاً. فهلك جذيمة، وجعلت الزباء دمه في رعة لها، وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم، حتى قدم على عمرو بن عدي، وهو بالحيرة فقال له قصير: أثائر أنت? قال: بل ثائر سائر. فذهبت مثلاً. ووافق قصير الناس، وقد اختلفوا، فصارت طائفة مع عمرو بن عدي اللخمي، وجماعة منهم مع عمر بن عبد الجن الجرمي، فاختلف بينهما قصير حتى أصطلحا، وإنقاد عمرو بن عبد الجن لعمرو بن عدي فقال قصير لعمرو بن عدي: تهيأ واستعد، ولا تبطن دم خالك. قال: وكيف لي بها وهي أمنع من عقاب الجو? فذهبت مثلاً. وكانت الزباء سألت كاهنة لها عن هلاكها فقالت: أرى هلاكك بسبب غلام مهين غير أمين، وهو عمرو بن عدي، ولن تموتي بيده ولكن حتفك بيدك، ومن قبله ما يكون ذلك. فحذرت عمراً، واتخذت لها نفقاً من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلى حصن لها داخل مدينتها. وقالت: إن فجأني أمر دخلت النفق إلى حصني. ودعت رجلاً مصوراً من أجود أهل بلاده تصويراً، وأحسنهم عملاً، فجهزته وأحسنت إليه وقالت: سر حتى تقدم على عمرو بن عدي متنكراً فتخلو بحشمه، وتنضم إليهم، وتخالطهم، وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور، ثم أثبت لي عمرو بن عيد معرفة، فصوره جالساً، وقائماً، وراكباً، ومتفضلاً، ومتسلحاً بهيئته ولبسته ولونه، فإذا أحكمت ذلك فأقبل إلي. فانطلق المصور حتى قدم على عمرو بن عدي، وصنع الذي أمرته الزباء، وبلغ من ذلك ما أوصته به، ثم رجع إلى الزباء بعلم ما وجهته له من الصورة على ما وصفت وأرادت أن تعرف عمرو بن عدي فلا تراه على حال إلا عرفته وحذرته وعلمت علمه. فقال قصير لعمرو بن عدي: أجدع أنفي، واضرب ظهري ودعني وإياها. فقال عمرو: ما أنا بفاعل، وما أنت لذلك مستحقاً عندي. فقال قصير: خل عني إذن وخلاك ذم. فذهبت مثلاً. فقال له عمرو: فأنت أبصر. فجدع قصير أنفه، وأثر آثاراً بظهره فقالت العرب: لمكر ما جدع قصير أنفه. وفي ذلك يقول المتلمس:
وفي طلب الأوتار ما حز أنـفـهقصير ورام الموت بالسيف بيهس
 ثم خرج قصير كأنه هارب، وأظهر أن عمرواً فعل ذلك. وإنه زعم أنه مكر بخاله جذيمة، وغره من الزباء. فسار قصير حتى قدم على الزباء فقيل لها أن قصيراً بالباب، فأمرت به، فأدخل عليها، فإذا أنفه قد جدع، وظهره قد ضرب فقالت: ما الذي أرى بك يا قصير? قال: زعم عمرو أني قد غررت خاله، وزينت له المصير إليك، وغششته، ومالأتك، ففعل بي ما ترين، فأقبلت إليك وعرفت أني لا أكون مع أحد هو أثقل عليه منك. فأكرمته، وأصابت عنده من الحزم والرأي ما أرادت. فلما عرف أنها استرسلت إليه، ووثقت به قال: إن لي بالعراق أموالاً كثيرة، وطرائف، وثياباً، وعطراً، فابعثيني إلى العراق لأحمل مالي، وأحمل إليك من بزورها وطرائفها وثيابها وطيبها وتصيبين في ذلك أرباحاً عظاماً، وبعض ما لا غنى للملوك عنه. وكان أكثر ما يطرفها من التمر الصرفان، وكان يعجبها. فلم يزل يزين ذلك، حتى أذنت له، ودفعت إليه أموالاً، وجهزت معه عبيداً. فسار قصير بما دفعت إليه، حتى قدم العراق، وأتى الحيرة متنكراً فدخل على عمرو فأخبره الخبر وقال: جهزني بصنوف البز والأمتعة، لعل الله يمكن من الزباء، فتصيب ثأرك، وتقتل عدوك، فأعطاه حاجته، فرجع بذلك إلى الزباء، فأعجبها ما رأت، وسرها وأزدادت به ثقة، وجهزته ثانية، فسار حتى قدم على عمرو فجهزه وعاد إليها. ثم عاد الثالثة وقال لعمرو: أجمع لي ثقات أصحابك، وهيئ الغرائر المسموح، واحمل كل رجلين على بعير في غرارتين، فإذا دخلوا مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها، وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة فمن قاتلهم قتلوه، وإن أقبلت الزباء تريد النفق جللتها بالسيف. ففعل عمرو ذلك، وحمل الرجال في الغرائر بالسلاح، وسار يكمن النهار ويسير الليل، فلما صار قريباً من مدينتها تقدم قصير فبشرها وأعلمها بما جاء به من المتاع والطرائف وقال لها: آأخر البز على القلوص. فأرسلها مثلاً. وسألها أن تخرج فتنظر إلى ما جاء به. وقال لها: جئت بما صاء وصمت. وذهبت مثلاً. ثم خرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض من ثقل أحمالها، فقالت: يا قصير:
ما للجمال مشيهـا وئيداًأجندلا يحملن أم حديدا
أم صرفنا تارزا شديدا
فقال قصير في نفسه: بل الرجال قبضاً قعوداً. فدخلت الإبل المدينة حتى كان أخرها بعيراً مر على بواب المدينة، وكان منخسة، فنخس بها الغرارة فأصابت خاصرة الرجل الذي فيها فضرط فقال البواب بالرومية: بشنب ساقا يقول، شر في الجوالق. فأرسلها مثلاً. فلما توسطت الإبل المدينة أنيخت، ودل قصير عمروا على باب النفق الذي كانت الزباء تدخله، وأرته إياه قبل ذلك، وخرجت الرجال من الغرائر فصاحوا بأهل المدينة، ووضعوا فيهم السلاح، وقام عمرو على باب النفق؛ وأقبلت الزباء تريد النفق فأبصرت عمرواً فعرفته بالصورة التي صورت لها، فنضت خاتمها، وكان فيه السم وقالت: بيدي لا بيد ابن عدي. فذهبت كلمتها مثلاً. وتلقاها عمرو فجللها بالسيف، وقتلها، وأصاب ما أصاب من المدينة وأهلها، وإنكفأ راجعاً إلى العراق. وفي بعض الروايات، مكان قولها: أدأب عروس ترى? أشوار عروس ترى? فقال جذيمة: أرى دأب فاجرة غدور بظراء تفلة. قالت: لا من عدم مواس، ولا من قلة أواس، ولكن شيمة من أناس. فذهبت مثلاً.

خالفه تذكر

قال المفضل بن سلمة: أول من قال ذلك الحطيئة، وكان ورد الكوفة فلقي رجلاً فقال: دلني على أفتى المصر نائلاً. قال: عليك بعتيبة بن النهاس العجلي. فمضى نحو داره فصادفه فقال: أنت عتيبة. قال: لا. قال: فأنت عتاب. قال: لا. قال: إن اسمك لشبيه بذلك. قال: أنا عتيبة، فمن أنت? قال: أنا جرول. قال: ومن جرول? قال: أبو مليكة. قال الحطيئة: فحدثني عن أشعر الناس من هو? قال: أنت. قال الحطيئة: خالف تذكر، بل اشعر مني الذي يقول:
ومن يجعل المعروف من دون عرضهيفره ومن لا يتق الـشـتـم يشـتـم
ومن يك ذا فضل فيبخل بفـضـلـهعلى قومه يستغـن عـنـه ويذمـم
قال: صدقت. فما حاجتك? قال: ثيابك هذه، فإنها قد أعجبتني. وكان عليه مطرف خز، وجبة خز، وعمامة خز. فدعا بثياب فلبسها، ودفع ثيابه إليه ثم قال له: ما حاجتك أيضاً? قال: ميرة أهلي من حب وتمر وكسوة. فدعا عوناً له فأمره أن يميرهم وأن يكسو أهله فقال الحطيئة: العود أحمد. ثم خرج من عنده وهو يقول:
سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلاًفسيان لا ذم عليك ولا حمـد


خش ذؤالة بالحبالة

ذؤالة، اسم للذئب اشتق من الذالان، وهو مشي خفيف. يضرب لمن لا يبالي تهدده. أي توعد غيري فإني أعرفك. وقال أبو عبيدة: إنما يقول هذا من يأمر بالتبريق والأيعاد. قال الشاعر:
لي كل يوم من ذؤالـهضغث يزيد على أباله
فلأحشأنك مشقـصـاأوساً أويس من الهبالة


خذ ما دف واستدف

قال أبو زيد: أي ما تهيأ. يضرب في قناعة الرجل ببعض حاجته.

خذ ما طف لك واستطف

وأطف أيضاً. يقال: طف الشيء يطف طفوفاً إذا ارتفع وقل.

خذ الأمر بقوابله

أي، بمقدماته. يعني دبره قبل أن يفوتك تدبيره. والباء، بمعنى في، أي فيما يستقبلك منه.
يقال قبل الشيء وأقبل. يضرب في الأمر باستقبال الأمور.

خذ منها ما قطع البطحاء

قوله: منها، أي من الإبل. والبطحاء، تأنيث الأبطح، وهو مسيل فيه دقاق الحصا، والجمع بطاح، على غير قياس، أي خذ منها ما كان قوياً. يضرب في الاستعانة بأولي القوة.

خذه ولو بقرطي مارية

هي، مارية بنت ظالم بن وهب، وأختها هند الهنود، امرأة حجر آكل المرار الكندي.
قال أبو عبيد: هي أم ولد جفنة. قال حسان:
أولاد جفنة حو لقبـر أبـيهـمقبر ابن مارية الكريم المفضل
يقال أنها أهدت إلى الكعبة قرطيها وعليهما درتان كبيضي حمام لم ير الناس مثلهما، ولمن يدروا ما قيمتهما. يضرب في الشيء الثمين. أي لا يفوتنك بأي ثمن يكون.

خذ من الرضفة ما عليها

الرضف، الحجارة المحماة يوغر بها اللبن واحدتها رضفة وهي إذا ألقيت في اللبن لزق بها منه شيء فيقال خذ ما عليها فإن تركك إياه لا ينفع. يضرب في اغتنام الشيء من البخيل وإن كان نزرا.

خذ من جذع ما أعطاك

جذع، اسم رجل يقال له جذع بن عمرو الغساني، وكانت غسان تؤدي كل سنة إلى مل سليح دينارين من كل رجل. وكان الذي يلي ذلك سبطة ابن المنذر السحيلي، فجاء سبطة إلى جذع يسأله الدينارين، فدخل جدذع منزله ثم خرج مشتملاً على سيفه فضرب به سبطة حتى برد ثم قال: خذ من جذع ما أعطاك. وامتنعت غسان من هذه الأتاوة بعد ذلك. يضرب في اغتنام ما يجود به البخيل.

الاثنين، 21 أغسطس 2017

المولدون الحاء




"حظ في السحاب وعقل في التراب حسـبـه صـيد فـكـان قـيدا"

"حسب الحليم أن الناس أنصاره على الجاهل"
 "حرك القدر يتحرك" يضرب في البعث على السفر
 "حمار طياب وبغلة أبي دلامة" للكثير العيوب.
"حوصلي وطيري". في الحث على التصرف.
"حبال وليف جهاز ضعيف" 

"حيثما سبقط لقط" يضرب للمحتال.
"حصد الشوق السلو"

"حق من كتب بمسك أن يختم بعنبر"
"حصنك من الباغي حسن المكاشرة"
"حديث لو نقرته لطن"
"حماك أحمى لك وأهلك أحفى بك" 
"حدياك إن كان عندك فضل" أي ابرز لي وجارني.
"حسن طلب الحاجة نصف العلم"

 "حياء الرجل في غير موضعه ضعف"
"الحسد ثقل لا يضعه حامله"
"الحيلة أنفع من الوسيلة"
"الحر عبد إذا طمع والعبد حر إذا قنع"
"الحسد في القرابة جوهر وفي غيرهم عرض"
"الحياء يمنع الرزق"
"الحركة بركة"
"الحاجة تفتق الحيلة"
"الحريص محروم"
"الحر يكفيه الإشارة"
"الحاوي لا ينجو من الحيات"
 "الحمير نعت الأكافين"
"الحق خير ما قيل"
"الحبة تدور وإلى الرحا ترجع"
"الحباب لا تشتري أو تصفع" 
"الحمار على كراه يموت" أي، المرافق تدرك بالمتاعب.

أحضر من التراب وأحقر من التراب

أحضر من التراب وأحقر من التراب

أحمل من الأرض ذات الطول والعرض

أحمل من الأرض ذات الطول والعرض

أحكى من قرد

لأنه يحكي الإنسان في أفعاله سوى المنطق. كما قال أبو الطيب:
يرمون شأوي في الكـلام وإنـمـايحاكي الفتى فيما خلا المنطق القرد


أحسن من الدهم الموقفة

وهي التي في قوائمها بياض.

أحيا من كعاب، ومن مخبأة، ومخدرة، وبكر

أحيا من كعاب، ومن مخبأة، ومخدرة، وبكر

أحمض من صفع الذل في بلد الغربة

أحمض من صفع الذل في بلد الغربة

أحلى من ماء الفرات، ومن لبن الأم

أحلى من ماء الفرات، ومن لبن الأم

أحد من موسى

أحد من موسى

أحن من المريض إلى الطبيب، أحد من ليطة

الليطة، قشر القصب. 

أحرس من كلب، ومن الأجل

ويقال: أحرس من كلبة كريز.

أحسن من بيضة في روضة

العرب تتحسن نقاء البيضة في نضارة خضرة الروضة.

أحير من الليل ومن يد في رحم

أحير من الليل ومن يد في رحم

أحلى من حياة معادة،

 أحلى من حياة معادة، ومن التوحيد، ومن نيل المنى، ومن النشب، ومن الولد، ومن العسل

أحرص من نملة، ومن ذرة، ومن كلب على عقي

أحسن من الطاوس

أحسن من الطاوس، ومن سوق العروس، ومن زمن البرامكة ومن الدنيا المقبلة، ومن الشمس والقمر، ومن الدر والديك،


أحمق من لاعق الماء، ومن ناطح الصخر، ومن لاطم

أحمق من لاعق الماء، ومن ناطح الصخر، ومن لاطم الإشفى بخده ومن الممتخط بكوعه


أحمق من أم الهنبر

الهنبر، الجحش. وأم الهنبر، الأتان. في لغة فزارة الضبع، ويقولون للضبعان أبو الهنير.

أحذر من قرَّلى

وأحزم أيضاً. وهو طائر من طير الماء شديد الحزم والحذر، يطير في الهواء وينظر بإحدى عينيه إلى الأرض. وفي أسجاع ابنة الخس:
كن حذراً كالقرلـىإن رأى خيراً تدلـى
وإن رأى شراً تولى
قال الأزهري: ما أراه عربياً.

أحلى من ميراث العمة الرقوب

وهي التي لا يعيش لها ولد.

أحن من شارف

الشارف، الناقة المسنة، وهي أشد حنيناً على ولدها من غيرها. قلت: كذا أورده حمزة رحمه الله، حنيناً على، والصواب، حنيناً إلى، أو حناناً على، أن أراد العطف والرأفة.

أحرص من كلب على جيفة

ومن كلب على عرق. والعرق، العظم عليه اللحم.

أحول من ذئب

هذا من الحيلة. يقال: تحول الرجل، إذا طلب الحيلة.

أحول من أبي قلمون

فهو ضرب من ثياب الروم يتلون ألواناً للعيون.

أحول من أبي براقش

هذا من التحول والتنقل. وأبو براقش، طائر يتلون ألواناً مختلفة في اليوم الواحد، وهو مشتق من البرقشة، وهي النقش يقال: برقشت الثوب، إذا نقشته. قال فيه الشاعر:
كأبي براقش كل لون لونه يتـخـيل
ويروى يتحول.

أحير من ورل

وهو دابة مثل الضب يوصف بالحيرة أيضاً.

أحير من ضبٍ

لأنه إذا فارق جحره لم يهتد للرجوع.

أحسن من الدمية ومن الزون

  وهما الضم. قال الشاعر: 
يمشي بها كل موشي أكارعـهمشي الهرابذ حجوا بيعة الزون
قال حمزة: غلط هذا الشاعر من ثلاثة أوجه: أحدها، أن الهرابذ للمجوس لا للنصارى. والثاني، أن البيعة للنصارى لا للمجوس. والثالث، أن النصارى لا تعبد الأصنام.

أحير من ضبٍ

الخميس، 17 أغسطس 2017

أحسن من شف الأنضر

الأنضر، جمع نضر، وهو الذهب. ويعنون قرط الذهب. وقال:
وبياض وجه لم تحل أسرارهمثل الوذيلة أو كشف الأنضر


أحسن من النار

هذا من قول الأعرابية التي قالت: كنت في شبابي أحسن من النار الموقدة.

أحر من القرع

هو بثر يأخذ صغار الإبل في رؤوسها وأجسادها فتقرع. والتقريع، معالجتها لنزع قرعها، وهو أن يطلوها بالملح وحباب ألبان الإبل، فإذا لم يجدوا ملحاً نتفوا أوربارها، ونضحوا جلدها بالماء، ثم جروها على السبخة. قال أوس بن حجر يصف خيلاً:
لدى كل أخدود يغادرون فارساًيجر كما جر الفصيل المقرع


أحر من القرع

مسكن الراء، يعنون به قرع المسيم. قال الشاعر:
كان على كبدي قرعةحذار من البين ما تبرد

أحر من الجمر

زعم النظام أن الجمر في الشمس أشهب أكهب، وفي الفيء أشكل، وفي الليل أحمر.


أحذر من ظليم

قالوا: إنه يكون على بيضه فيشم ريح القانص من غلوة فيأخذ حذره. وينشدون لبعضهم:
أشم من هيق وأهدى من جمل


أحذر من ذئب

قالوا: إنه يبلغ من شدة احترازه أن يراوح بين عينيه إذا نام، فيجعل أحداهما مطبقة نائمة والأخرى مفتوحة حارسة، بخلاف الأرنب الذي ينام مفتوح العينين، لا من احتراز ولكن خلقة. قال حميد بن ثور في حذر الذئب:
ينام بإحدى مقلـتـيه ويتـقـيبأخرى المنايا فهو يقظان هاجع


أحذر من غراب

وذلك أنهم يحكون في رموزهم أن الغراب قال لابنه: يا بني، إذا رميت فتلوص، أي تلو. فقال: يا أبت، إني أتلوص قبل أن أرمي.

أحمق من ترب العقد

يعنون عقد الرمل، وإنما يحمقونه لأنه لا يثبت فيه التراب بل ينهار.

أحمق من رجلةٍ

وهي البقلة التي تسميها العامة، الحمقاء، وإنما حمقوها لأنها تنبت في مجاري السيول فيمر السيل بها فيقتلعها.

أحمق من عقعق

لأنه مثل النعامة التي تضيع بيضها وفراخها.

أحمق من رخمة

هذا مثل سائر عن أكثر العرب، إلا أن بعض العرب يستكيسها فيقول في أخلاقها عشر خصال من الكيس وهي: أنها تحضن بيضها، وتحمي فرخها، وتألف ولدها، ولا تمكن من نفسها غير زوجها، وتقطع في أول القواطع، وترجع في أول الرواجع، ولا تطير في التحسير، ولا تغتر بالشكير، ولا ترب بالوكور، ولا تقسط على الجفير. قوله: تقطع في أول القواطع، وترجع في أول الرواجع. أراد أن الصيادين إنما يطلبون الطير بعد أن يوقنوا أن القواطع قد قطعت، والرخمة تقطع في أوائلها لتنجو. يقال: قطعت الطير قطاعاً، إذا تحولت من الجروم إلى الصرود، أو من الصرود إلى الجروم. وقوله: ولا تطير في التحسير. يقال: حسر الطائر تحسيراً، إذا سقط ريشه. ولا تغتر بالشكير، أي بصغار ريشها، بل تنتظر حتى يصير قصباً ثم تطير. وقوله: ولا ترب بالوكور، أي لا تقيم، من قولهم أرب بالمكان إذا أقام به، أي لا ترضي بما يرضى به الطير من وكورها، ولكن تبيض في أعلى الجبال حيث لا يبلغه إنسان ولا سبع ولا طائر، ولذلك يقال في المثل: من دون ما قلت، أو من دون ما سمت بيض الأنوق. للشيء لا يوصل إليه. وقوله: ولا تسقط على الجفير، يعني الجعبة، لعلمها أن فيها سهاماً. وقد جمع الشاعر هذه المعاني في بيت وصفها فيه فقال:
وذات اسمين والألوان شتىتحمق وهي كيسة الحويل


أحمق من نعامة

وذلك أنها تنتشر للطعم فربما رأت بيض نعامة أخرى قد انتشرت لمثل ما انتشرت هي له فتحضن بيضها وتنسى بيض نفسها، ثم تجيء الأخرى فترى غيرها على بيض نفسها فتمر لطيتها. وإياها عنى ابن هرمة بقوله:
كتاركة بيضها بالـعـراءوملبسة بيض أخرى جناحا
وقال ابن الأعرابي: بيضة البلد، التي قد سار بها المثل، هي بيضة النعامة التي تتركها فلا تهتدي إليها، فتفسد، فلا يقربها شيء. والنعام موصوف بالسخف، والموق، والشراد، والنفار. ولخفة النعام وسرعة هويها وطيرانها على وجه الأرض قالوا في المثل: شالت نعامتهم، وخفت نعامتهم، وزف رألهم، إذا تركوا مواضعهم بجلاء أو موت. وزعم أبو عبيدة أن ابن هرمة عني بقوله: كتاركة بيضها، الحمامة التي تحضن بيض غيرها وتضيع بيض نفسها.

أحمق من نعجة على حوض

لأنها إذا رأت الماء أكبت عليه تشرب، فلا تنثني عنه إلا أن تزجر، أو تطرد.

أحمق من الربع

هذا مثل سائر عن أكثر العرب. قال حمزة: ألا أن بعض العرب دفع عنه الحمق فقال: وما حمق الربع? والله أنه ليتجنب العدوى، ويتبع أمه في المرعى، ويراوح بين الأطباء، ويعلم أن حنينها له دعاء، فأين حمقه?

أحمق من الضبع

تزعم الأعراب أن أبا الضباع وجد تودية في غدير، فجعل يشرب الماء ويقول: حبذا طعم اللبن. ويقال: بل كان ينادي وأصبوحاه. حتى انشق بطنه ومات. والتودية، العود يشد على رأس الخلف لئلا يرضع الفصيل. ومن حمقها أيضاً أن يدخل الصائد عليها وجارها فيقول لها: خامري أم عامر. فلا تتحرك حتى يشدها. قلت: وقد شرحت المثل في باب الخاء بأبين من هذا.

أحمق من راعي ضان ثمانين

لأن الضان تنفر من كل شيء، فيحتاج راعيها إلى أن يجمعها في كل وقت. هذه رواية محمد بن حبيب. وقال أبو عبيد: أحمق من طالب ضأن ثماني. قال: وأصل المثل، أن أعرابياً بشر كسرى ببشرى سر بها فقال له: سلني ما شئت. فقال: أسألك ضأناً ثمانين. فضرب به المثل في الحمق. وروى الجاحظ: أشقى من راعي ضأن ثمانين. قال: وذلك أن الإبل تتعشى وتربض حجرة فتجتر، والضأن يحتاج صاحبها إلى حفظها ومنعها من الإنتشار، والسباع الطالبة لها. وروى الجاحظ أيضاً: اشغل من مرضع بهم ثمانين. قال: ويقول الرجل، إذا استعنته وكان مشغولاً: أنا في رضاع بهم ثمانين.

أحمق من الدابغ على التحليء

قالوا: التحليء، قشر يبقى على الأهاب من اللحم فيمنع الدباغ أن ينال الآهاب حتى يقشر عنه، فإن ترك فسد الجلد بعد ما يدبغ.

أحمق من ربيعة البكاء

هو ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومن حمقه أن أمه كانت تزوجت رجلاً من بعد أبيه فدخل يوماً عليها الخباء، وهو رجل قد التحى، فرأى أمه تحت زوجها يباضعها، فتوهم أنه يريد قتلها، فرفع صوته بالبكاء وهتك عنهما الخباء وقال: وا أماه. فلحقه أهل الحي وقالوا: ما وراءك? قال: دخلت الخباء فصادفت فلاناً على بطن أمي يريد قتلها. فقالوا: أهون مقتول أم تحت زوج. فذهبت مثلاً وسمي ربيعة البكاء، فضرب بحمقه المثل.

أحمق من جحا

هو رجل من فزارة. وكان يكنى أبا الغصن. فمن حمقه أن عيسى بن موسى الهاشمي مر به وهو يحفر بظهر الكوفة موضعاً فقال له: مالك يا أبا الغصن? قال: إني قد دفنت في هذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها. فقال عيسى: كان يجب أن تجعل عليها علامة. قال: قد فعلت. قال ماذا? قال: سحابة في السماء كانت تظلها ولست أرى العلامة. ومن حمقه أيضاً أنه خرج من منزله يوماً بغلس فعثر في دهليز منزله بقتيل فضجر به، وجره إلى بئر منزله فألقاه فيها، فنذر به أبوه فأخرجه وغيبه وخنق كبشاً حتى قتله وألقاه في البئر. ثم أن أهل القتيل طافوا في سكك الكوفة يبحثون عنه فتلقاهم جحا فقال: في دارنا رجل مقتول فانظروا أهو صاحبكم. فعدلوا إلى منزله، وأنزلوه في البئر فلما رأى الكبش ناداهم وقال: يا هؤلاء، هل كان لصاحبكم قرن? فضحكوا ومروا. ومن حمقه أن أبا مسلم صاحب الدولة لما ورد الكوفة قال لمن حوله: أيكم يعرف جحا فيدعوه إلي? فقال يقطين: أنا، ودعاه، فلما دخل لم يكن في المجلس غير أبي مسلم ويقطين فقال: يا يقطين، أيكما أبو مسلم? قلت: وجحا اسم لا ينصرف لأنه معدول من جاح، مثل عمرو من عامر يقال: جحا يجحو جحواً إذا رمى. ويقال: حيا الله جحوتك. أي وجهك.

أحمق من بيهس

هو الملقب بنعامة. وله قصة قد ذكرتها في باب الثاء. وكان مع حمقه أحضر الناس جواباً. قال حمزة: فما تكلم به من الأمثال التي يعجز عنها البلغاء: لو نكلت على الأولى لما عدت إلى الثانية.

أحمق من شرنبث

ويقال جرنبذ، وهو رجل من بني سدوس، جمع عبيد الله بن زياد بينه وبين هبنقة وقال تراميا. فملأ شرنبث خريطة من حجارة وبدأ فرماه وهو يقولك دري عقاب بلبن واشخاب، طيري عقاب وأصيبي الحراب حتى يسيل اللعاب، فأصاب بطن هبنقة فانهزم، فقيل له: اتنهزم من حجر واحد? فقال، لو أنه قال: طيري عقاب وأصيبي الذباب، يعني ذباب العين، فذهبت عيني ما كنتم تغنون عني. فذهبت كلمة شرنبث مثلاً في تهييج الرامي والاستحثاث به.

أحكم من هرم بن قطبة

هذا من الحكم، لا من الحكمة، وهو الفزاري الذي تنافر إليه عامر ابن الطفيل، وعلقمة بن علاثة الجعفريان فقال لهما: أنتما يا ابني جعفر كركبتي البعير تقعان معاً، ولم ينفر واحد منهما على صاحبه.

أحكم من هرم بن قطبة

هذا من الحكم، لا من الحكمة، وهو الفزاري الذي تنافر إليه عامر ابن الطفيل، وعلقمة بن علاثة الجعفريان فقال لهما: أنتما يا ابني جعفر كركبتي البعير تقعان معاً، ولم ينفر واحد منهما على صاحبه.

أحكم من لقمان ومن زرقاء اليمامة

قال النابغة في زرقاء اليمامة يخاطب النعمان:
وأحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرتإلى حمام سراع وأرد الثـمـد
يحفه جانبـاً نـيق وتـتـبـعـهمثل الزجاجة لم تكحل من الرمد
قالت ألا ليتما هذا الحمـام لـنـاإلى حمامتنا أو نصفـه فـقـد
فحسبوه فألفوه كـمـا ذكـرتتسعاً وتسعين لم ينقص ولم يزد
وكانت نظرت إلى سرب من حمام طائر فيه ست وستون حمامة وعندها حمامة واحدة فقالت:
ليت الحمام ليهإلى حمامتيه
ونصفه قـديهثم الحمام ميه
وقال بعض أصحاب المعاني: أن النابغة لما أراد مدح هذه الحكيمة الحاسبة بسرعة إصابتها شدد الأمر وضيقه ليكون أحسن له إذا أصاب فجلعه حرزاً لطير إذ كان الطير أخف ما يتحرك، ثم جعله حماماً إذ كان الحمام أسرع الطير، ثم كثر العدد إذ كانت المسابقة مقرونة بها، وذلك أن الحمام يشتد طيرانها عند المسابقة والمنافسة، ثم ذكر أنها طارت بين نيقين، لأن الحمام إذا كان في مضيق من الهواء، كان أسرع طيراناً منه إذا اتسع الفضاء، ثم جعله وارد الماء لأن الحمام إذا ورد الماء أعانه الحرص تعلى الماء على سرعة الطيران.

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

أحمى من إست النمر

لأن النمر لا يدع أن يأتيه أحد من خلفه ويجهد أن يمنعه.

أحمى من مجير الظعن

هو ربيعة بن مكدم الكناني. ومن حديثه، فيما ذكر أبو عبيدة، أن نبيشة بن حبيب السلمي خرج غازياً فلقي ظعناً من كنانة بالكديد فأراد أن يحتويها، فمانعه ربيعة بن مكدم في فوارس، وكان غلاماً له ذؤابة، فشد عليه نبيشة فطعنه في عضده، فأتى ربيعة أمه وقال: شدي على العصب أم سيار، فقد رزئت فارساً كالدينار. فقالت أمه:
أنا بني ربيعة بن مـالـكنرزأ في خيارنا كـذلـك
من بين مقتول وبين هالك
ثم عصبته فاستسقاها ماء فقالت: اذهب فقاتل القوم فإن الماء لا يفوتك. فرجع وكر على القوم فكشفهم ورجع إلى الظعن وقال: إني لمائت، وسأحميكن ميتاً كما حميتكن حياً بأن أقف بفرسي على العقبة وأتكئ على رمحي، فإن فاضت نفسي كان الرمح عمادي فالنجاء، النجاء، فإني أرد بذلك وجوه القوم ساعة من النهار. فقطعن العقبة ووقف هو بإزاء القوم على فرسه متكئاً على رمحه، ونزفة الدم ففاظ والقوم بإزائه يحجمون عن الإقدام عليه، فلما طال وقوفه في مكانه، ورأوه لا يزول عنه، رموا فرسه فقمص وخر ربيعة لوجهه، فطلبوا الظعن فلم يلحقوهن. ثم أن حفص بن الأحنف الكناني مر بجيفة ربيعة فعرفها فأمال عليها أحجاراً من الحرة وقال يبكيه:
لا يبعدن ربيعة بـن مـكـدموسقى الغوادي قبرها بذنـوب
نفرت قلوصي من حجارة حرةبنيت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منـه فـإنـهشراب خمر مسعر لحـروب
لولا السفار وبعده من مهمـهلتركتها تحبو على العرقـوب
قال أبو عبيدة: قال أبو عمرو بن العلاء: ما نعلم قتيلاً حمى ظعائن غير ربيعة بن مكدم.

أحمى من مجير الجراد

قالوا: هو مدلج بن سويد الطائي. ومن حيدثه، فيما ذكر ابن الأعرابي عن ابن الكلبي، أنه خلا ذات يوم في خيمته فإذا هو بقوم من طيء ومعهم أوعيتهم فقال: ما خطبكم? قالوا: جراد وقع بفنائك فجئنا لنأخذه. فركب فرسه، وأخذ رمحه وقال: والله لا يعضن له أحد منكم إلا قتلته، إنكم رأيتموه في جواري ثم تريدون أخذه. فلم يزل يحرسه حتى حميت عليه الشمس وطار. فقال: شأنكم الآن فقد تحول عن جواري: ويقال أن المجير كان حارثة بن مرأبا حنبل. وفيه يقول شاعر طيء:
ومنا ابن مـر أبـو حـنـبـلأجار من الناس رجل الجـراد
وزيد لـنـا ولـنـا حـاتــمغياث الورى في السنين الشداد


أحزم من حرباء

لأنه لا يخلي على ساق شجرة حتى يمسك شجرة أخرى. وقال:
إني أتيح لها حرباء تـنـضـبةلا يرسل الساق إلا ممسكاً ساقاً


أحزم من فرخ العقاب

قال الجاحظ: العقاب تتخذ أوكارها في عرض الجبال، فربما كان الجبل عموداً فلو تحرك إذا طلب الطعم، وقد أقبل إليه أبواه أو إحداهما، أو زاد في حركته شيئاً من موضع مجثمه، لهوى من رأس الجبل إلى الحضيضن فهو يعرف مع صغره وضعفه وقلة تجربته أن الصواب له في ترك الحركة.

أحزم من سنان

قال أبو اليقظان: لم يجتمع الحزم والحلم في رجل، فسار المثل له بهما، إلا في سنان.

أحلم من فرخ عقاب

ذكر الأصمعي، أنه سمع إعرابياً يقول: سنان بن أبي حارثة أحلم من فرخ عقاب. قال، فقلت: وما حلمه? فقال: يخرج من بيضه على رأس نبق فلا يتحرك حتى يقر ريشه، ولو تحرك سقط

أحلم من الأحنف

هو الأحنف بن قيس، وكنيته أبو بحر، واسمه صخر من بني تميم، وكان في رجله حنف، وهو الميل إلى أنسيها. وكانت أمه ترقصه وهو صغير وتقول:
والله لولا ضعفه من هـزلـهوحنف أودقه فـي رجـلـه
ما كان في صبيانكم من مثله
وكان حليماً، موصوفاً بذلك، حكيماً معترفاً له به. قالوا: فمن حلمه أنه أشرف عليه رجل وهو يعالج قدراً له يطبخها فقال الرجل:
وقدر ككف القرد لا مستعيرهايعار ولا من يأتهـا يتـدسـم
فقيل ذلك للأحنف فقال: يرحمه الله، لو شاء لقال أحسن من هذا. وقال: ما أحب أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم فقيل له: أنت أعز العرب. فقال: إن الناس يرون الحلم ذلاً. وكان يقول: رب غيظ قد ترجعته مخافة ما هو أشد منه. وكان يقول: كثرة المزاح تذهب بالهيبة. ومن أكثر من شيء عرف به. والسؤدد كرم الأخلاق وحسن الفعل. وقال ثلاث ما أقولهن إلا ليعتبر معتبر، لا أخلف جليسي بغير ما أحضر به، ولا أدخل نفسي فيما لا مدخل لي فيه، ولا آتي السلطان أو يرسل إلي. وقال له رجل: يا أبا بحر، دلني على محمدة بغير مرزئة. قال: الخلق السجيح، والكف عن القبيح، وأعلم أن أدوا الداء اللسان البذي والخلق الردي. وأبلغ رجل مصعباً عن رجل شيئاً، فأتاه الرجل يعتذر. فقال مصعب: الذي بلغنيه ثقة. فقال الأحنف: كلا أيها الأمير، فإن الثقة لا يبلغ. وسئل هل رأيت أحلم منك? قال: نعم، وتعلمت منه الحلم. قيل: ومن هو? قال: قيس بن عاصم المنقري، حضرته يوماً، وهو محتب يحدثنا، إذ حاءوا بابن له قتيل، وابن عم له كنيف، فقالوا: إ، هذا قتل ابنك هذا. فلم يقطع حديثه، ولا نقض حبوته، حتى إذا فرغ من الحديث التفت إليهم فقال: أين ابني فلان? فجاءه. فقال: يا بني، قم إلى ابن عمك فأطلقه، وإلى أخيك فادفنه، وإلى أم القتيل فأعطها مائة ناقة فإنها غريبة لعلها تسلو عنه. ثم اتكأ على شقه الأيسر وأنشأ يقول:
وأنا امرؤ لا يعتري خلقـيدنـس يفـنـده ولا أفـن
من منقر من بيت مكـرمةوالغصن ينبت حوله الغصن
خطباء حين يقول قائلـهـمبيض الوجوه مصاقع لسن
لا يفطنون لعيب جـارهـموهم لحسن جواره فـطـن


أحمق من دغة

وهي مارية بنت مغنج، ومغنج ربيعة بن عجل. قال حمزة: هي بنت مغنج. قلت: ووجدت بخط المنذري معنج. ويحكى عن المفضل ابن سلمة أن اسم الرجل كما ذكرته قبل. ومن حمقها أنها زوجت وهي صغير في بني العنبر بن تميم فحملت، فلما ضربها المخاض ظنت أنها تريد الخلاء فبرزت إلى بعض الغيطان فولدت فاستهل الوليد، فانصرفت تقدر أنها أحدثت فقالت لضرتها: يا هناه، هل يفغر الجعر فاه? فقالت: نعم، ويدعو أباه. فمضت ضرتها وأخذت الولد. فبنو العنبر تسمى، بني الجعراء، تسب بها. ومن حمقها أيضاً أنها نظرت إلى يافوخ ولدها يضطرب، وكان قليل النوم، كثير البكاء، فقالت لضرتها: أعطيني سكيناً. فناولتها، وهي لا تعلم ما أنطوت عليه، فمضت وشقت به يافوخ ولدها فأخرجت دماغه، فلحقتها الضرة فقالت: ما الذي تصنعين? فقالت: أخرجت هذه المدة من رأسه ليأخذه النوم، فقد نام الآن. قال الليث: يقال دغة ودغينة إذا أرادوا أنه أحمق.

أحمق من الممهورة إحدى خدمتيها

قال أبو عبيد أصله أن رجلاً كانت له امرأة حمقاء فطلبت مهرها منه، فنزع خلخالها ودفعه إليها فرضيت به.

أحمق من الممهورة من مال أبيها

قال أبو عبيد: أصله أن رجلاً أعطى رجلاً مالاً فتزوج به ابنة المعطي، ثم أن الزوج امتن عليها بما مهرها.

أحمق من الممهورة من نعم أبيها

وأصله أن رجلاً راود امرأة فأبت أن تمكنه إلا بمهر، فمهرها بعض نعم أبيها .

أحيا من ضب

فإنه أفعل من الحياة. الضب زعموا طويل العمر.

أحيا من فتاة ومن هدي

وهي المرأة تهدي إلى زوجها. قالت الأخيلية في توبة بن الحمير:
فتى كان أحيا من فتاة حييةوأجرأ من ليث بخفان خادر

أحمق من جهيزة

قال ابن السكيت: هي أم شبيب الخروري. ومن حمقها أنها لما حملت شبيباً فأثقلت قالت لا حمائها: إن في بطني شيئاً ينقر. فنشرن عنها هذه الكلمة فحمقت. وقيل: أنها قعدت في مسجد الكوفة تبول فلذا حمقت. وزعم قوم أن الجهيزة عرس الذئب، يعنون الذئبة، وحمقها أنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع. قالوا: وهذا معنى قول ابن جزل الطعان:
كمرضعة أولاد أخرى وضيعتبنيها فلم ترفع بذلك مرقـعـاً
ويقال هي الدابة.

أحمق من حجينة

قالوا: أنه رجل كان من بني الصيداء يحمق.

أحمق من حدنة

يقال: أنه أحمق من كان في العرب على وجه الأرض. ويقال: بل هي امرأة من قيس بن ثعلبة تمتخط بكوعها.

أحمق من هبنقة

هو ذو الودعات. واسمع يزيد بن ثروان أحد بني قيس بن ثعلبة. وبلغ من حمقه أنه ضل له بعير فجعل ينادي من وجد بعيري فهو له. فقيل له: فلم تنشده? قال: فأين حلاوة الوجدان. ومن حمقه أنه اختصمت الطفاوة وبنو راسب إلى عرباض في رجل إدعاه هؤلاء فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا. وقالت بنو راسب: بل هو من عرافتنا. ثم قالوا: رضينا بأول من يطلع علينا. فلما دنا قصوا عليه قصتهم فقال هبنقة: الحكم عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البصرة فيلقى فيه، فإن كان راسبياً رسب فيه، وإن كان طفاوياً طفا. فقال الرجل: لا أريد أن أكون من أجد هذين الحيين ولا حاجة لي بالديوان. ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف، وهو ذو لحية طويلة، فسئل عن ذلك فقال: لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل. فبات ذات ليلة وأخذ أخوه قلادته فتقلدها فلما أصبح ورأى القلادة في عنق أخيه قال: يا أخي، أنت أنا فمن أنا. ومن حمقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السمان في العشب وينحي المهازيل، فقيل له: ويحك، ما تصنع? قال: لا أفسد ما أصلحه الله، ولا أصلح ما أفسده. قال الشاعر فيه:
عش بـجـــد ولـــن يضـــرب نـــوكإنـمـا عـيش مـن تـــرى بـــجـــدود
عش بجد وكن هبنقة القيسي نوكاً أو شيبة بن الوليد
برب ذي أربة مقل من المال وذي عـنـجـــهـــية مـــجـــدود
العنجهية، الجهل. وشيبة بن الوليد، رجل من رجالات العرب

أحمق من عجلٍ

هو عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. قال حمزة: هو أيضاً من الحمقى المنجبين، وذلك أنه قيل له: ما سميت فرسك? فقام ففقأ عينه وقال: سميته الأعور. وفيه يقول جرثومة العنزي:
رمتني بنـو عـجـل بـداء أبـيهـموأي امرئ في الناس أحمق من عجل
أليس أبـوهـم عـار عـين جـوادهفصارت به الأمثال تضرب في الجهل


أحمق من أبي غبشان

كان من حديثه أن خزاعة حدث فيها موت شديد، ورعاف عمهم بمكة فخرجوا منها ونزلوا الظهران، فرقع عنهم ذلك. وكان فيهم رجل يقال له حليل بن حبشية، وكان صاحب البيت، وكان له بنون وبنت يقال لها حبى، وهي امرأة قصيّ بن كلاب، فمات حليل، وكان أوصى ابنته حبى بالحجابة، وأشرك معها أبا غبشان الملكاني. فلما رأى قصي بن كلاب أن حليلاً قد مات وبنوه غيب، والمفتاح في يد امرأته، طلب إليها أن تدفع المفتاح إلى ابنها عبد الدار بن قصي، وحمل بنيه على ذلك. فقال: أطلبوا إلى أمكم حجابة جدكم. ولم يزل بها حتى سلست له بذلك وقالت: كيف أصنع بأبي غبشان? وهو وصي معي. فقال قصي: أنا أكفيك أمره. فاتفق أن اجتمع أبو غبشان مع قصي في شرب بالطائف، فخدعه قصي عن مفاتيح الكعبة بأن أسكره ثم اشترى المفاتيح منه بزق خمر، وأشهد عليه، ودفع المفتاتيح إلى ابنه عبد الدار بن قصي وطيره إلى مكة، فلما أشرف عبد الدار على دور مكة رفع عقيرته وقال: معاشر قريش، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل قد ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم. فأفاق أبو غبشان من سكره أندم من الكسعي. فقال الناس: أحمق من أبي غبشان، وأندم من أبي غبشان، وأخسر صفقة من أبي غبشان، فذهبت الكلمات كلها أمثالاً. وأكثر الشعراء فيه القول، قال بعضهم:
إذا فخرت خزاعة في قديموجدنا فخرها شر الخمور
وبيعا كعبة الرحمن حمقـابزق بئس مفتخر الفخور
وقال آخر:
أبو غبشان أظلم من قصـيوأظلم من بني فهر خزاعه
فلا تلحو قصياً فـي شـراهولوموا شيخكم إن كان باعه


حتى يجيء نشيط من مرو

كان نشيط غلاماً لزياد بن أبي سفيان، وكان بناء، هرب قبل أن يشرف وجه دار زياد، وكان لا يرضى إلا عمله، فقيل له: لم لا تشرف دارك? فقال: حتى يجيء ... المثل. فصار مثلاً لكل ما لا يتم. وقال بعض أهل البصرة:
إلى ما يوم يبعث كل حـيويرجع بعد من مرو نشيط