الأحد، 14 مايو 2017

جليس السوء كالقين إن لم يحرق ثوبك دخنه

جليس السوء كالقين إن لم يحرق ثوبك دخنه

جلدك لا كدك

يروى بالرفع على معنى جدك يغني عنك لا كدك. ويروى بالفتح أي أبغ جدك لا كدك.

جاء بالشعراء الزباء

إذا جاء بالداهية الدهياء في حديث الشعبي، وقد سئل عن مسئلة فقال: زباء ذات وبر، لو سئل عنها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعضلت بهم. يضرب للداهية يجنيها الرجل على نفسه.

جاء ينفض مذرويه

المذروان، فرعا الأليتين، ولا واحد لهما، ولو كان لهما واحد لوجب أن يقال في التثنية مذريان، كما مقليان في تثنية المقلى. وعبر بنفض مذرويه عن سمنه، والعرب تنفي الغناء عن السمين اللحيم وتثبته للمختلق الهضيم، ولهم فيه أشعار كثيرة ليس هذا موضعها. يضرب لمن يتوعد من غير حقيقة.

جئني به من حسك وبسك

ويروى، من عسك وبسك أي ائت به على كل حال من حيث شئت. وقال أبو عمرو: أي من جهدك. ويقال: لأطلبنه من حسي وبسي، أي من جهدي. وينشد:
تركت بيتي من الأشياء قفراً مثل أمس
كل شيء كنت قد جمعت مـن حـســي وبـــســى
قلت: الحس، من الإحساس. والبس، التفريق. يقال: بست المال في البلاد، أي فرقته. والمعنى من حيث تدركه بحاستك، أي من حيث تبصره. ومن روى عسك فيجوز أن تكون العين بدلاً من الحاء، ويجوز أن يكون من العس الذي هو الطلب، أي من حيث يمكن أني يطلب وبسك أي من حيث تركه برفقك، من أبس بالناقة إذا رفق بها عند الحلب، أو من حيث انبست أي تفرقت. يضرب في استفراغ الوسع في الطلب حتى يعذر.

جنيتها من مجتني عويص

ويروى، عريض، أي من مكان صعب أو بعيد.

جاء أبوها برطب

قالوا: أن أول من قال ذلك شيهم بن ذي النابين العبدي. وكان فيه فشل وضعف رأي، فأتى أرض النبيط في نفر من قومه، فهوي جارية نبطية حسناء فتزوجها، فنهاه قومه وقال في ذلك أخوه محارب:
لم يعد شيهم أن تزوج مثـلـهفهما كشيهمة علاها شـيهـم
ورسوله الساعي إليهـا تـارةجعل وطوراً عضرفوط ملجم
في أبيات بعدهما لا فائدة في ذكرها. ثم أن شيهما سار وحمل معه امرأته حتى أتى قومه وما فيهم إلا ساخر منه، لاثم له، فلما رأى ذلك أنشأ يقول:
ألم ترني الأم على نـكـاحـيفتاة حبها دهـراً عـنـانـي
رمتني رمية كلمـت فـؤاديفأوهى القلب رمية من رماني
فلو وجد ابن ذي النابين يومـاًبأخرى مثل وجدي ما هجاني
ولكن صد عنه السهـم صـداوعن عرض على عمد أتاني
فلما سمع القوم ذلك منه كفوا عنه. ثم أن أباها قدم زائراً لها من أرضه وحمل معه هدايا منها رطب وتمر، فلما ذاق شيهم الرطب أعجبته حلاوته فخرج إلى نادي قومه وقال:
ما مراء القنوم في جمع الندىولقد جاء أبوهـا بـرطـب
فذهبت مثلاً. يضرب لمن يرضى بالسير الحقير.

جاء بمطفئة الرضف

أي، جاء بأمر أشد مما مضى. وأصل الرضف الحجارة المحماة، أي جاء بداهية أنستنا التي قبلها فأطفأت حرارتها. يضرب في الأمور العظام. وفي حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه حين ذكر الفتن فقال: أتتكم الدهيم، ويروى الدهيماء، ويروى الرقيطاء، ترمي بالنشف والتي تليها ترمي بالرضف.

جلاء الجوزاء

يقال للذي يبرق ويرعد جلاء الجوزاء، وهو بوارحها، وذلك أنها تطلع غدوة فتأتي بريح شديدة ثم تسكن. يضرب للذي يتوعد ثم لا يصنع شيئاً. وتقديره، توعده جلاء الجوزاء، فحذف للعلم به.

جديدة في لعيبة

هذا تصغير يراد به التكبير، أي جد ستر في لعب، كما قيل: رب جد جره اللعب.

جاور ملكاً أو بحراً

يعني أن الغنى يوجد عندهما. يضرب في التماس الخصب والسعة من عند أهلها.

جاء السيل بعود سبي

أي غريب جلبه من مكان بعيد. يضرب للنائي النازح.

جاء برأس خاقان

قد مضى هذا المثل على وجه آخر في باب الباء، فيما جاء على أفعل منه عند قوله: أبأي ممن جاء برأس خاقان.

أجن الله جباله

قال الأصمعي: المعنى أجن الله جبلته، أي خلقته. قلت: لعله أراد أماته الله فيجن، أي يستر بأن يدفن. وقال غير الأصمعي: أجن الله جباله، أي الجبال التي يسكنها، أي أكثر الله فيها الجن، أي أوحشها.

جانيك من تجني عليك

يقال جنى عليه جناية. وأراد صاحب جنايتك من يجني عليك فلا تأخذ بالعقوبة غيره. وأجود من هذا ما قاله أبو عمرو قال: يعني الذي يجني يلحقك عاره وتعير بقبيحه. قلت: يريد الذي يجني لك الخير هو الذي يجني عليك الشر. فقولهم: جانيك، معناه الجاني لك. يقال: جنيت له، ثم تحذف اللام فيقال: جنيته، كما يقال: كلت له ووزنت له، ثم تحذف اللام فيقال كلته ووزنته. قال تعالى: "وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون". أي كالوا لهم أو وزنوا لهم. قال الشاعر:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاولقد نهيتك عن بنات الأوبر
أي جنيت لك.

جاء بالرقم الرقماء

إنما أنت وصفه لأنه أراد بالرقم الداهية، والرقماء تأكيد له كما يقال: جاء بالداهية الدهياء. ويقال: وقع فلان في الرقم الرقماء إذا وقع فيما لا يقوم منه. والرقم بكسر القاف لا غير.

جاء بأم الربيق على أريق

قال أبو عبيد: أم الربيق الداهية، وأصله من الحيات. قلت: هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويدور به كالربقة. وربقت فلاناً في هذا الأمر، أي أوقعته فيه حتى ارتبق وأرتبك، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها. وأما أريق فأصله وريق تصغير أورق مرخماً وهو الجمل الذي لونه لون الرماد. وقال أبو زيد: هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة، فأبدل من الواو المضمومة همزة كما قالوا وجوه وأجوه ووقتت وأقتت. قال الأصمعي: تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق.:

جدع الله مسامعه

هذا من الدعاء على الإنسان والمسامع جمع المسمع وهو الأذن. وجمعها بما حولها كما يقال غليظ المشافر وعظيم المناكب. ويقال أيضاًِ جدعاً له. كما يقولون عقراً حلقا.

جرى فلان السمهي

إذا جرى إلى غير أمر يعرفه. والمعنى جرى في الباطل.

جرى فلان السمة

أي جرى جري المسه، فحذف المضاف. يقال: سمه الفرس يسمه سموها إذا جرى جرياً لا يعرف الأعياء فهو سامه والجمع سمه. قال رؤبة: يا ليتنا والدهر جرى سمه السمه أي يجري جري السمه التي لا تعرف الأعياء. ويروى: ليت المنا والدهر جري المسه أراد المنايا فحذف كما قال الآخر:
ولبس العجاجة والخافقاتترك المنا برؤس الأسل
والمعنى: ليت المنايا لم يخلقها الله ولم يخلق الدهر، أي صروفه، حتى تمتعت بعشيقتي. ومثله:

جاء بالتره

هو واحد الترهات. وكذلك جاء بالتهاته، وهي جمع التهتهة، وهي اللكنة. قال القطامي:
ولم يكن ما اجتدينا من مواعدهاإلا التهاته والأمنية السقـمـا
قال الأصمعي. الترهات، الطرق الصغار غير الجادة التي تتشعب عنها، الواحدة ترهة، فارسي معرب، ثم استعير في الباطل فقيل: الترهات البسابس، والترهات الصحاصح، وهي من أسماء الباطل. وربما جاء مضافاً يقولون: ترهات البسابس، وهي قلب السباسب، يعنون المفاوز. قال الليث: معناه جئت بالكذب والتخليط. قال: والبسابس التي فيها شيء من الزخرفة. وقال الأخفش: هي التي لا نظام لها. وناس يقولون: تره والجمع تراريه. وأنشدوا:
ردوا بني الأعرج أبلي من كثبقبل التراريه وبعد المطـلـب


جاء بالهيل والهيلمان

إذا جاء بالمال الكثير. وقال أبو عبيد: أي بالرمل والرمح. ويروى الهيلمان، بضم اللام، على وزن الحيقطان. وقال بعضهم: هو فعلمان من الهيل.

جزيته كيل الصاع بالصاع

إذا ُكافأت الإحسان بمثله والإساءة بمثلها. قال:
لا نألم الجرح ونجزي به الأعداء كيل الصاع بالصاع.


جلب الكت إلى وئية

الكت، الرجل الكسوب الجموع. والوئية، المرأة الحفوظ. يضرب للمتوافقين في أمر. ونصب جلب على المصدر، أي أجلب الشيء جلب الكت.

جمل واجتمل

يقال: جملت الشحم وأجتملته أي أذنبته. وجمل بالتشديد للكثرة والمبالغة. يضرب لمن وقع في خصب وسعة.