الأحد، 14 مايو 2017

جاء أبوها برطب

قالوا: أن أول من قال ذلك شيهم بن ذي النابين العبدي. وكان فيه فشل وضعف رأي، فأتى أرض النبيط في نفر من قومه، فهوي جارية نبطية حسناء فتزوجها، فنهاه قومه وقال في ذلك أخوه محارب:
لم يعد شيهم أن تزوج مثـلـهفهما كشيهمة علاها شـيهـم
ورسوله الساعي إليهـا تـارةجعل وطوراً عضرفوط ملجم
في أبيات بعدهما لا فائدة في ذكرها. ثم أن شيهما سار وحمل معه امرأته حتى أتى قومه وما فيهم إلا ساخر منه، لاثم له، فلما رأى ذلك أنشأ يقول:
ألم ترني الأم على نـكـاحـيفتاة حبها دهـراً عـنـانـي
رمتني رمية كلمـت فـؤاديفأوهى القلب رمية من رماني
فلو وجد ابن ذي النابين يومـاًبأخرى مثل وجدي ما هجاني
ولكن صد عنه السهـم صـداوعن عرض على عمد أتاني
فلما سمع القوم ذلك منه كفوا عنه. ثم أن أباها قدم زائراً لها من أرضه وحمل معه هدايا منها رطب وتمر، فلما ذاق شيهم الرطب أعجبته حلاوته فخرج إلى نادي قومه وقال:
ما مراء القنوم في جمع الندىولقد جاء أبوهـا بـرطـب
فذهبت مثلاً. يضرب لمن يرضى بالسير الحقير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق