الثلاثاء، 9 مايو 2017

الجرع أروى والرشيف أنقع

الرشف والرشيف، المص للماء. والجرع بلعه. والنقع، تسكين الماء للعطش. أي أن الشراب الذي يترشف قليلاً قليلاً أقطع للعطش وأنجع، وإن كان فيه بطء. وقوله أروى أي أسرع رياً وقوله أنقع أي أثبت وأدوم ريا، من قولهم: سم ناقع. أي ثابت. يضرب لمن يقع في غنيمة فيؤمر بالمبادرة والإقطاع لما قدر عليه قبل أنن يأتيه من ينازعه. وقيل: معناه أن الاقتصاد في المعيشة أبلغ وأدوم من الإسراف فيها.

أجناؤها أبناؤها

قال أبو عبيد: الأجناء هم الجناة. والأبناء البناة. والواحد جان وبان. وهذا جمع عزيز في الكلام أن يجمع فاعل على أفعال. قال: واصل المثل أن ملكاً من ملوك اليمن غزا وخلف بنتاً، وإن ابنته أحدثت بعده بنياناً قد كان أبوها يكرهه، وإنما فعلت ذلك برأي قوم من أهل مملكته أشاروا عليها، وزينوه عندها. فلما قدم الملك وأخبر بمشورة أولئك ورأيهم أمرهم بأعيانهم أن يهدموه وقال عند ذلك: أجناؤها ابناؤها فذهبت مثلاً. يضرب في سوء المشورة والرأي. وللرجل يعمل الشيء بغير روية ثم يحتاج إلى نقض ما عمل وإفساده. ومعنى المثل أن الذين جنوا على هذه الدار بالهدم هم الذين عمروها بالبناء.

جشمت إليك عرق القربة

أي، تكلفت لك ولا جلك أمراً صعباً شديداً. وسيأتي شرحه في باب الكاف، إن شاء الله تعالى.

اجعله في وعاء غير سرب

قال أبو عبيد: يضرب في كتمان السر. وأصله في السقاء السائل، وهو السرب. يقول: لا تبد سرك أبداء السقاء ماءه. وتقديره اجعله في وعاء غير سرب ماؤه لأن السيلان يكون للماء.

جمع له جراميزك

جراميز الرجل، جسده وأعضاؤه يضرب لمن يؤمر بالجلد في العمل. وجراميز الثور وغيره قوائمه. يقال: ضم الثور جراميزه ليثب. قال الهذلي يصف حمار وحش:
واصحم حام جراميزهحزابية حيدى بالدحال


أجر ما استمسكت

يضرب للذي يفر من الشر. أي لا تفتر من الهرب وبالغ فيه.

جاء بقرني حمار

إذا جاء بالكذب والباطل. وذلك أن الحمار لا قرن له، فكأنه جاء بما لا يمكن أن يكون.

جاحش عن خيط رقبته

خيط الرقبة، نخاعها. وجاحش، دافع. يضرب لمن دافع عن نفسه. قلت: أصله من الجحش الذي هو سحج الجلد. يقال: أصابه شيء فجحش وجهه، أي قشره. ومنه الحديث: فحخش شقه الأيمن. والدافع عن نفسه يجحش ويجحش.

جاوز الحزام الطبيين

الطبي لذوات الحافر والسباع كالضرع لغيرها. يضرب هذا عند بلوغ الشدة منتهاها. وكتب عثمان إلى علي رضي الله عنهما لما حوصر: أما بعد، فإن السيل قد بلغ الزبي، وجاوز الحزام الطبيين، وتجاوز الأمر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه.
وإنك لم يفخر عليك كفاخـرضعيف ولم يغلبك مثل مغلب
ورأيت القوم لا يقصرون دون دمي.
فإن كنت مأكولاً فكن أنت آكليوإلا فأدركني ولمـا أمـزق


جاء بالشوك والشجر

يضرب لمن جاء بالشيء الكثير من كل ما كان من جيش عظيم وغيره.

جعل ذلك في سر خميرة

أي، اكتم ما فعلت ولا تعلمه أحداً.

جوع كلبك يتبعك

ويروى، أجع كلبك. وكلاهما يضرب في معاشرة اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به. قال المفضل: أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان عنيفاً على أهل مملكته، يغصبهم أموالهم، ويسلبهم ما في أيديهم. وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يحفل بذلك. وإن امرأته سمعت أصوات السؤال فقالت: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونن في العيش الرغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً وقد كانوا لنا أتباعاً. فرد عليها: جوع كلبك يتبعك. وأرسلها مثلاً. فلبث بذلك زماناً، ثم أغزاهم فغنموا ولم يقسم فيهم شيئاً، فلما خرجوا من عنده قالوا لأخيه وهو أميرهم: قد ترى ما نحن فيه من الجهد، ونحن نكره خروج الملك منكم أهل البيت إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه، وكان قد عرف بغيه واعتداءه عليهم فأجابهم إلى ذلك، فوثبوا عليه فقتلوه. فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول، وقد سمع بقوله: جوع كلبك يتبعك. فقال: ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه. فأرسلها مثلاً.

جاء فلان كالحريق المشعل

هذا بفتح العين، إذا جاء مسرعاً غضبان.

جاء القوم كالجراد المشعل

بكسر العين، أي متفرقين من كل ناحية. قال الشاعر:
والخيل مشعلة في ساطع ضرمكأنهن جـراد أو يعـاسـيب


جاء بإحدى بنات طبق

بنت طبق، سلحفاة تزعم العرب أنها تبيض تسعاً وتسعين بيضة كلها سلاحف، وتبيض بيضة تتنقف عن أسود. يضرب للرجل يأتي بالأمر العظيم.

جاء كخاصي العير

يضرب لمن جاء مستحيياً. ويقال: يضرب لمن جاء عرياناً ما معه شيء. ووجه الاستحياء أن خاصي العير يطرق رأسه عند الخصاء يتأمل في كيفية ما يصنع، وكذلك المستحي يكون مطرقاً. ووجه آخر وهو أن علية الناس يترفع عن ذلك ويستحي منه. قال أبو خراش:
فجاءت كخاصي العير لم تحل حاجةولا عاجة منها تلوح علـى وشـم


الجحش لما فاتك الأعيار

قال أبو عبيد: يقال الجحش لما بذك الأعيار. أي سبقك وفاتك. يضرب في قناعة الرجل ببعض حاجته دون بعض. ونصب الجحش بفعل مضمر، أي اطلب الجحش.

جاء يجر بقره

أي، عياله. كني عن العيال بالبقر، لأن النساء محل الحرث والزرع، كما أن البقر آلة لهما.

جل الرفد عن الهاجن

الرفد، القدح. والهاجن، البكرة تنتج قبل أن يطلع لها سن. ويراد جلت الهاجن عن الرفد. يضرب لمن يصغر عن الأمر ولا يقوى عليه. وقال بعضهم: أصل ذلك أن ناقة هاجنا لقوم نتجت وكانت غزيرة تملأ الرفد، فلما أسنت ونيبت قل لبنها. فقال أهلها للراعي: ما لها لا تملأ الرفد كما كانت تفعل? فقالت: جلت الهاجن عن الرفد. قال أبو عمرو: جل الرفد عن الهاجن. يضرب للرجل القليل الخير.

جاء ثانياً من عنانه

إذا جاء ولم يقدر على حاجته. قال ابن رفاعة. وقال غيره: إذا جاء وقد قضى حاجته.

جعلت ما بها بي وانطلقت تلمز

أصله أن رجلاً أشرف على سوأة من امرأة فوقع بها وعابها فقالت: إنما عبتني بما صنعت وأنت أولى به مني. ثم انصرفت عنه. فقال الرجل: جعلت ما بها بي وانطلقت تلمز. فأرسلها مثلاً. يضرب للواقع فيما عير به غيره.

جاء بوركي خبر

يعني جاء بالخبر بعد أن استثبت فيه كأنه جاء فيه أخيراً. لأن الورك متأخرة عن الأعضاء التي فوقها. والمعنى أتى بخبر حق.

جاء يجر رجليه

يضرب لمن يجيء مثقلاً لا يقدر أن يحمل ما حمل.

جاء بعد اللتيا والتي

يكنى بهما عن الشدة. واللتيا تصغير التي وهي عبارة عن الداهيرة المتناهية كما قالوا: الدهيم واللهيم، والخويخية والفويمية. وكل هذا تصغير يراد به التكبير. والتي عبارة عن الداهية التي لم تبلغ تلك النهاية، وهما علمان للداهية، ولهذا استغنيا عن الصلة. قال الشاعر:
ولقد رأيت ثأي العشيرة كلهاوكفيت حاينها اللتيا والتـي


جاء يضرب أصدريه

أي، منكبيه. ويروى بالسين والزاي أيضاً إذا جاء فارغاً لم يقض طلبته. والأصل في الكلمة السين ولا تفرد. وفي كلام الحسن في الأشر يضرب أسدريه ويخطر في مذرويه.