الجمعة، 31 مارس 2017

أتت عليه أم اللهيم

أي، أهلكته الداهية، ويقال المنية.

إنما الشيء كشكله

قاله أكثم بن صيفي: يضرب للأمرين، أو الرجلين، يتفقان في أمر فيأتلفان.

إن من ابتغاء الخير اتقاء الشر

يروى هذا عن ابن شهاب الزهري حين مدحه شاعر فأعطاه مالاً وقال هذا القول.

إذا لم تسمع فألمع

أي، إن عجزت عن الإسماع لم تعجز عن الإشارة.

أخذه على قل غيظه

أي، على أثر غيظ منه في قلبه.

إن كنت ناصري فغيب شخصك عني

يضرب لمن أراد أن ينصرك فيأتي بما هو عليك لا لك.

إنك ريان فلا تعجل بشربك

يضرب لمن أشرف على أدراك بغيتة فيؤمر بالرفق.

آخر سفر أولاً

. أي ننظر كيف يكون نشاطك آخراً. وقوله: أملك أي أحق بأن يملك فيه النشاط.

أنت بين كبدي وخلبي

يضرب للعزيز الذي يشفق عليه. والخلب، الحجاب الذي بين القلب وسواد البطن.

إن السلاء لمن أقام وولد

يقال: سلأت السمن سلأ إذا أذبته، والسلاء بالمد المسلوء، يعني أن النتاج ومنافعه لمن أقام وأعان على النولادة لا لمن غفل وأهمل. يضرب في ذم الكسل.

إنه ينبح الناس قبلاً

يضرب لمن يشتم الناس من غير جرم. ونصب قبلاً على الحال، أي مقابلاً.

إذا تلاحت الخصوم تسافهت الحلوم

التلاحي، التشاتم، أي عنده يصير الحليم سفيهاً.

إنما يحمل الكل على أهل الفضل

الكل، الثقل، أي، تحمل الأعباء على أهل القدرة.

إذا قرح الجنان بكت العينان

هذا كقولهم: البغض تبديه لك العينان.

آخ الأكفاء وداهن الأعداء

هذا قريب من قولهم: خالص المؤمن وخالق الفاجر.

إنه لينتجب عضاة فلان

الإنتجاب، أخذ النجبة، وهي قشر الشجر. يضرب لمن ينتحل شعر غيره.

إياك وصحراء الإهالة

أصل هذا، أن كسرى أغزي جيشاً إلى قبيلة أياد وجعل معهم لقيطاً الأيادي ليدلهم، فتوه بهم لقيط في صحراء الإهالة فهلكوا جميعاً، فقيل في التحذير: إياك وصحراء الإهالة.

إنما طعام فلان القفعاء والتأويل

القعفاء، شجرة لها شوك. والتأويل، نبت يعتلفه الحمار. يضرب لمن يستبلد طبعه، أي إنه بهيمة في ضعف عقله وقلة فهمه.

إن كنت حبلى فلدي غلاماً

يضرب للمتصلف يقول هذا الأمر بيدي.

إن أمامي ما لا أسامي

أي، ما لا أساميه ولا أقاومه. يضرب للأمر العظيم ينتظر وقوعه.

إن أخا الخلاط أعشى بالليل

الخلاط، أن يخلط إبله بإبل غيره ليمنع حق الله منها. وفي حديث "لا خلاط ولا وراط" أي لا يجمع بين متفرقين. والوراط، أن يجعل غنمه في ورطة، وهي الهوة من الأرض، لتخفقي والذي يفعل الخلاط يتحير ويدهش. يضرب مثلاً للمريب الخائن.

إن كنت الحالبة فاستغزري

أي، إن قصدت الحلب فاطلبي ناقة غزيرة. يضرب لمن يدل على موضع حاجته.

إنك لو ظلمت ظلماً أمماً

الأمم، القرب. أي لو ظلمت ظلماً ذا قرب لعفونا عنك، ولكن بلغت الغاية في ظلمك.

إنك لا تعدو بغير أمك

يضرب لمن يسرف في غير موضع السرف.

الأربعاء، 29 مارس 2017

إنه الليل وأضواج الوادي

الضوج، بالضاد المعجمة والجيم، منعطف الوادي. والصوح، بالصاد المضمومة والحاء، حائط الوادي وناحيته. وهذا المثل مثل قولهم: الليل وأهضام الوادي.

إنه لمخلط مزيل

يضرب للذي يخالط الأمور ويزايلها ثقة بعلمه واهتدائه فيها.

إذا ما القارظ العنزي آبا

قال بن الكلبي: هما قارظان كلاهما من عنزة، فالأكبر منهما هو يذكر ابن عنزة لصلبه، والأصغر هو رهم بن عامر بن عنزة. كان من حديث الأول أن خزيمة بن نهد، ويروى خزيمة، كذا رواه أبو الندي في أمثاله، كان عشق فاطمة ابنة يذكر. قال، وهو القائل فيها:
إذا الجوزاء أردفت الثرياظننت بآل فاطمة الظنونا
قال: ثم أن يذكر وخزيمة خرجا يطلبان القرظ فمر بهوة من الأرض فيها نحل. فنزل يذكر ليشتار عسلاً، ودلاه خزيمة بحبل، فلما فرغ قال يذكر لخزيمة: أمددني لأصعد. فقال خزيمة: لا والله حتى تزوجني ابنتك فاطمة. فقال: أعلي هذه الحال لا يكون ذلك أبداً. فتركه خزيمة فيها حتى مات. قال: وفيه وقع الشر بين قضاعة وربيعة. قال: وأما الأصغر منهما فإنه خرج لطلب القرظ أيضاً فلم يرجع ولا يدري ما كان من خبره. فصار مثلاث في أمتداد الغيبة. قال بشر بن أبي حازم لابنته عند موته:
فرجي الخير وانتظري أيابيإذا مـا الـعـنـزي آبـا
?إنه لمشل عون المشل، الطرد. والعون، جمع عانة، أي أنه ليصلح أن تشل عليه الحمر الوحشية. يضرب لمن يصلح أن تناط به الأمور العظام.

إياك والسآمة في طلب الأمور فتقذفك الرجال خلف أعقابها

قال أبو عبيد: يروي عن أبجر بن جابر العجلي أنه قال فيما أوصى به ابنه حجازاً يا بني إياك والسآمة. يضرب في الحث على الجد في الأمور، وترك التفريط فيها.

إن لم يكن معلماً فدحرج

أصل هذا المثل، أن بعض الحمقى كان عرياناً فقعد في جب، وكان يدحرج، فحضره أبوه بثوب يلبسه فقال: هل هو معلم? قال: لا. فقال: إن لم يكن معلماً فدحرج. فذهب مثلاً. يضرب للمضطر يقترح فوق ما يكفيه.

إنه لقبضة رفضة

يضرب للذي يتمسك بالشيء ثم يلبث أن يدعه.

إذا اشتريت فاذكر السوق

يعني، إذا اشتريت فاذكر البيع لتجنب العيوب.

إن كنت كذوباً فكن ذكوراً

يضرب للرجل يكذب ثم ينسى فيحدث بخلاف ذلك.

إن الذليل من ذل في سلطانه

يضرب لمن ذل في موضع التعزيز، وضعف حيث تنظر قدرته.

إنك لا تهرش كلباً

يضرب لمن يحمل الحليم على الثوئب.

ألا من يشتري سهراً بيوم

قالوا: إن أول من قال ذلك، ذو رعين الحميري، وذلك أن حمير تفرقت على ملكها حسان وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم، ومالوا إلى أخيه عمرو، وحملوه على قتل أخيه حسان وأشاروا عليه بذلك، ورغبوه في الملك، ووعدوه حسن الطاعة والمؤازرة. فنهاه ذو رعين من بني حمير عن قتل أخيه. وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونفر عنه النوم وانتقض عليه أموره، وأنه سيعاقب الذي أشار عليه بذلك، ويعرف غشهم له. فلما رأى ذو رعين أنه لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب، قال هذين البيتين وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو وقال: هذه وديعة لي عندك إلى أطلبها منك، فأخذها عمرو وقد دفعها إلى خازنه وأمره برفعها إلى الخزانة والاحتفاظ بها إلى أن يسأل عنها. فلما قتل أخاه وجلس مكانه في الملك، منع منه النوم، وسلط عليه السهر. فلما أشتد ذلك عليه لم يدع باليمن طبيباً ولا كاهناً ولا منجماً ولا عرافاً ولا عائفاً إلا جمعهم ثم أخبرهم بقصته وشكا إليهم ما به فقالوا له: ما قتل رجل أخاه أو ذا رجم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم، فلما قالوا له ذلك، أقبل على من كل أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من أقيال حمير فقتلهم حتى أفناهم، فلما وصل إلى ذي رعين قال له: أيها الملك أن لي عندك براءة مما تريد أن تصنع بي. قال: وما براءتك وأمانك? قال: مر خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا! فأمر خازنه فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فضها فإذا فيها:
ألا مهن يشتري سهراً بنومسعيد من يبيت قرير عين
فأما حمير غدرت وخانتفمعذرة الإله لذي رعين
ثم قال له: أيها الملك قد نهيتك عن قتل أخيك وعلمت أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك فكتبت هذين البيتين براءة لي عندك مما علمت أنك تصنع بمن أشار عليك بقتل أخيك. فقبل ذلك منه وعفا عنه وأحسن جائزته. يضرب لمن غمط النعمة وكره العافية.

إن أخاك من آساك

يقال: آسيت فلاناً بمالي أو غيره، إذا جعلته أسوة لك، وواسيت لغة فيه ضعيفة بنوها على بواسي. ومعنى المثل، أن أخاك حقيقة من قدمك وآثرك على نفسه. يضرب في الحث على مراعاة الإخوان. وأول من قال ذلك خزيم بن نوفل الهمداني، وذلك أن النعمان بن ثواب العبدي، ثم الشني، كان له بنون ثلاثة سعد وسعيد وساعدة، وكان أبوهم ذا شرف وحكمة وكان يوصي بنيه ويحملهم على أدبه، أما ابنه سعد فكان شجاعاً بطلاً من شياطين العرب لا يقام لسبيله ولم تفته طلبته قط ولم يفر عن قرن، وأما سعيد فكان يسبه أباه في شرفه وسؤدده، وأما ساعدة فكان شراب وندامي وإخوان، فلما رأى الشيخ حال بنيه دعا سعداً وكان صاحب حرب فقال: يا بني أن الصارم ينبو والجواد يكبو والأثر يعفو فإذا شهدت حرباً فرأيت نارها تستعر وبطلها يخطر وبحرها يزخر وضعيفها ينصر وجبانها يجسر فأقلل المكث والانتظار فإن الفرار غير عار إذا لم تكن طالب نار فإنما ينصرون هم، وإياك أن تكون صيد رماحها ونطيح نطاحها. وقال لابنه سعيد، وكان جواداً، يا بني لا يبخل الجواد فابذل الطارف والتلاد وأقلل التلاح تذكر عند السماح وأب لإخوانك فإن وفيهم قليل واصنع المعروف عند محتمله. وقال لابنه ساعدة: وكان صاحب شراب، يا بني إن كثرة الشراب تفسد القلب، وتقلل الكسل، وتجد اللعب، فابصر نديمك واحم حريمك واعن غريمك، واعلم أن الظمأ القامح خير من الرأي الفاضح، وعليك بالقصد فإن فيه بلاغاً. ثم أن أباهم النعمان ابن ثواب توفي فقال ابنه سعيد: وكان جواد سيداً، لآخذن بوصية أبي ولأبلون أخواني وثقاتي في نفسي، فعمد إلى كبش فذبحه ثم وضعه في ناحية خبائه وغشاه ثوباً ثم دعا بعض ثقاته فقال: يا فلان إن أخاك من وفي لك بعهده وحاطك بوفده ونصرك بوده. قال: صدقت فهل حدث أمر. قال: نعم إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه في ناحية الخباء ولا بد من التعاون عليه حتى يواري. فما عندك? قال: يا لها سوأة وقعت فيها. قال: فإني أريد أن تعينني عليه حتى أغيبه. قال: لست لك في هذا بصاحب، فتركه وخرج. فبعث إلى آخر من ثقاته فأخبره بذلك وسأله معونته فرد عليه مثل ذلك حتى بعث إلى عدد منهم كلهم يرد عليه مث لجواب الأول. ثم بعث إلى رجل من إخوانه يقال له خزيم بن نوفل فلما أتاه قال له: يا خزيم مالي عندك. قال: ما يسرك وما ذاك قال: إني قتلت فلاناً وهو الذي تراه مسجي. قال: أيسر خطب، فتريد ماذا? قال: أريد أن تعينني حتى أغيبه. قال: هان ما فزعت فيه إلى أخيك، وغلام لسعيد قائم معهما، فقال له خزيم هل أطلع على هذا الأمر أحد غير غلامك هذا? قال: لا. قال: أنظر ما تقول. قال: ما قلت: إلا حقاً، فأهوى خزيم إلى غلامه فضربه بالسيف فقتله، وقال: ليس عبد بأخ لك، فأرسلها مثلاً، وارتاع سعيد وفزع لقتل غلامه. فقال: ويحك ما صنعت? وجعل يلومه. فقال خزيم: أن أخاك من آساك، فأرسلها مثلاً، قال سعيد: فإني أردت تجربتك. ثم كشف له عن الكبش وأخبره بما لقي من إخوانه وثقاته وما ردوا عليه. فقال خزيم: سبق السيف العذل، فذهبت مثلاً.

إن غداً لناظره قريب

أي، لمنتظره. يقال: نظرته أي انتظرته. وأول من قال ذلك قراد بن أجدع، وذلك أن النعمان بن المنذر خرج يتصيد على فرسه اليحموم، فأجراه على أثر عير فذهب به الفرس في الأرض ولم يقدر عليه وانفرد عن أصحابه وأخذته السماء فطلب ملجأ يلجأ إليه، فدفع إلى بناء فإذا فيه رجل من طيء يقال له حنظلة ومعه امرأة له فقال لهما: هل من مأوى؛ فقال حنظلة: نعم. فخرج إليه فأنزله ولم يكن للطائي غير شاة، وهو لا يعرف النعمان، فقال لامرأته: أرى رجلاً ذا هيئة وما أخلقه أن يكون شريفاً خطيراً. فما الحيلة؛ قالت: عندي شيء من طحين كنت أدخرته فاذبح الشاة لأتخذ من الطحين ملة. قال: فأخرجت المرأة الدقيق فخبزت منه ملة، وقام الطائي إلى شاته فاحتلبها ثم ذبحها فاتخذ من لحمها مرقة مضيرة، وأطعمه من لحمها، وسقاه من لبنها، واحتال له شراباً فسقاه وجعل يحدثه بقية ليلته، فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال: يا أخا طيئ أطلب ثوابك، أنا الملك النعمان، قال: أفعل أن شاء الله. ثم لحق الخيل فمضى نحو الحيرة، ومكث الطائي بعد ذلك زماناً حتى أصابته نكبة وجهد وساءت حاله، فقالت له امرأته: لو أتيت الملك لأحسن إليك. فأقبل حتى انتهى إلى الحيرة فوافق يوم بؤس النعمان فإذا هو واقف في خليه في السلاح، فلما نظر إليه النعمان عرفه وساءه مكانه فوقف الطائي المنزول به. قال: نعم. قال: أفلا جئت في غير هذا اليوم. قال: أبيت اللعن، وما كان علمي بهذا اليوم. قال: والله لو سخ لي في هذا اليوم قابوس أبني لم أجد بداً من قتله، فاطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول. قال: أبيت اللعن، وما أصنع بالدنيا بعد نفسي. قال النعمان: إنه لا سبيل إليها. قال: فإن كان لا بد فأجعلني حتى ألم بأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم، ثم انصرف إليك. قال النعمان: فأقم لي كفيلاً بموافاتك، فالتفت الطائي إلى شريك بن عمرو بن قيس من بني شيبان، وكان يكنى أبا الخوفزان، وكان صاحب الردافة، وهو واقف بجنب النعمان فقال له:
يا شريكاً يا ابن عمرو هل من الموت محالهيا أخا كل مضاف يا أخا من لا أخـا لـه
يا أخا النعمان فك اليوم ضيفاً قد أتـى لـهطالما عالج كرب الموت لا ينعـم بـالـه
فأبى شريك أن يتكفل به، فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد ابن أجدع فقال للنعمان: أبيت اللعن، هو علي. قال النعمان: أفعلت قال: نعم فضمنه إياه ثم أمر للطائي بخمسمائة ناقة، فمضى الطائي إلى أهله، وجعل الأجل حولاً، من يومه ذلك إلى مثل ذلك اليم من قابل، فلما حال عليه الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد: ما أراك إلا هالكاً غداً. فقال قراد:
فإن يك صدر هذا اليوم ولىفإن غداً لناظـره قـريب
فلما أصبح النعمان، ركب في خيله ورجله متسلحاً كما كان يفعل حتى أتى الغربين، فوقف بينهما وأخرج معه قراداً وأمر بقتله فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى يستوفي يومه، فتركه، وكان النعمان يشتهي أن يقتل قراداً ليفلت الطائي من القتل، فلما كادت الشمس تجب وقراد قائم مجرد في أزار على النطع، والسياف إلى جنبه، أقبلت أمرأته وهي تقول:

أيا عين أبكي لي قراد بن أجـدعـارهيناً لقتل لا رهـينـاً مـودعـا
أتته المنـايا بـغـتة دون قـومـهفأمسى أسيراً حاضر البيت أضرعا
فبينا هم كذلك إذ رفع لهم شخص من بعيد، وقد أمر النعمان بقتل قراد، فقيل له: ليس لك أن تقتله حتى يأتيك الشخص فتعلم من هو، فكف حتى انتهى إليهم الرجل فإذا هو الطائي، فلما نظر إليه النعمان شق عليه مجيئه فقال له: ما حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل? قال: الوفاء. قال: وما دعاك إلى الوفاء? قال: ديني قال النعمان: وما دينك? قال النصرانية. قال النعمان: فأعرضها علي، فعرضها عليه فتنصر النعمان وأهل الحيرة أجمعون، وكان قبل ذلك على دين العرب، فترك القتل منذ ذلك اليوم وأبطل تلك السنة وأمر بهدم الغريين وعفى عن قراد والطائي وقال: والله ما أدري أيهما أوفى وأكرم أهذا الذي نجا من القتل فعاد أم هذا الذي ضمنه، والله لا أكون ألأم الثلاثة. فأنشد الطائي يقول:
ما كنت أخلف ظنه بعد الذيأسدى إلي من الفعال الخالي
ولقد دعتني للخلاف ضلالتيفأبيت غير تمجدي وفعالـي
إني أمرؤ مني الوفاء سجيةوجزاء كل مكـارم بـذال
وقال أيضاً يمدح قراداً:
ألا إنما يسموا إلى المجد والعلامخاريق أمثال القراد بن أجدعا
مخاريق أمثال القراد وأهـلـهفإنهم الأخيار من رهط تبعـا

إنه لفي حور وفي بور

الحور، النقصان. والبوور، الهلاك بفتح الباء، وكذلك البوار، والبور بالضم، الرجل الفاسد الهالك. ومنه قول ابن الزبعري: إذا أنا بور. يقال: رجل بور وامرأة بور وقوم بور وإنما ضم الباء في المثل لازدواج الحور. يضرب لمن طلب حاجة فلم يصنع فيها شيئاً.

إنه لا يخنق على جرته

يضرب لمن لا يمنع من الكلام فهو يقول ما يشاء

أي سواد يخدام تدري

السواد، الشخص. والخدام، جمع خدمة، وهي الخلخال. وأدري ودري إذا ختل. يضرب به من لا يعتقد أنه يخدع ويختل.

إن حالت القوس فسهمي صائب

يقال: حالت القوس تحول حؤولاً، إذا زالت عن استقامتها. وسهم صائب، يصيب الغرض. يضرب لمن زالت نعمته ولم تزل مروءته.

إني مليط الرفد من عويمر

المليط، السقط من أولاد الإبل قبل أن يشعر. والرفد، العطاء. يريداني ساقط الحظ من عطائه. يضرب لمن يختص بإنسان ويقل حظه من إحسانه.

أخ أراد البر صرحاً فاجتهد

أراد، صرحاً، بالتحريك، فسكن، والصرح، الخالص الخالص من كل شيء. قال الشاعر:
تعلو السيوف بأيدينا جماجمهـمكما يعلق مرو الأمعز الصرح
أي، الخالص. يقال: صرح صراحة فهو صريح وصرح وصراح. يضرب لمن اجتهد في برك وإن لم يبلغ رضاك.

إن كذب نجى فصدق أخلق

تقديره، أن نجى كذب فصدق أجدر وأولى بالتنجية.

آب وقدح الفوزة المنيح

المنيح، من قداح الميسر ما لا نصيب له، وهو السفيح والمنيح والوغد. يضرب لمن غاب ثم يجيء بعد فراغ القوم مما هم فيه فهو يعود بخيبة.

الثلاثاء، 28 مارس 2017

أوى إلى ركن بلا قواعد

يضرب لمن يأوي إلى من له بقبقة ولا حقيقة عنده.

أثرت غير بغراقات القرب

الغرقة والغراقة، القليل من الماء واللبن وغيرهما، يدخره المرء لنفسه ثم يؤثر على نفسه غيره. يضرب لمن تتحمل له كل مكروه ثم يتزيدك ولا يرضى عنك.

أم سقتك الغيل من غير حبل

الغيل، اللبن يرضعه الرضيع الأم حامل، وذلك مفسدة للصبي. يضرب لمن يدنيك ثم يجفوك ويقصيك من غير ذنب.

أبو وثيل أبلت جماله

يقال: أبلت الإبل والوحش، إذا رعت الرطب فسمنت. يضرب لمن كان ساقطاً فارتفع.

أتى عليهم ذو أتى

هذا مثل من كلام طيء، وذو، في لغتهم تكون بمعنى الذي يقولون: نحن ذو فعلنا كذا. أي نحن الذين فعلنا كذا، وهو ذو فعل كذا، وهي ذو فعلت كذا. قال شاعرهم:
فإن الماء ماء أبـي وجـديوبئري ذو حفرت وذو طويت
ومعنى المثل، أتى عليهم الذي أتى على الخلق، يعني حوادث الدهر

أتتكلم فالية الأفاعي

الفالية، وجمعها الفوالي، هنات الخنافس رقط تألف العقارب في حجرة الضب، فإذا خرجت تلك علم أن الضب خارج لا محالة. ويقال: إذا رئت في الحجر علم أن وراءها العقارب والحيات. يضرب مثلاً لأول الشر ينتظر بعده شر منه.

أنت أنزلت القدر بأثافيها فيها

يضرب لمن يركب أمراً عظيماً ويوقع نفسه فيه.

إنما هو الفجر أو البحر

أي، إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر الطريق أبصرت قدرك، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه. يضرب في الحوادث التي لا امتناع منها.

إذا العجوز ارتجبت فأرجبها

يقال: رجبته، إذا رهبته وعظمته، ومنه رجب مضر، لأن الكفار كانوا يهابونه ويعظمونه ولا يقاتلون فيه. ومعنى المثل إذا خوفتك العجوز نفسها فخفها لا تذكر منك ما تكره.

أنت كبارح الأروى

البارح، الذي يكون في البراح، وهو الفضاء الذي لا جبل فيه ولا تل. والأروى، الإناث من المعزي الجبلية، وهي لا تكون إلا في الجبل فلا ترى قط في البراح. يضرب لمن تطول غيبته.

أتاه فما أبرد له ولا أحر

أي، ما أطعمه بارداً ولا حاراً.

إن كثير النصيحة يهجم على كثير الظنة

أي، إذا بالغت في النصيحة اتهمك من تنصحه.

إن لا تجد عارماً تعترم

يضرب للمتكلف ما ليس من شأنه. وأصله من، عرم الصبي ثدي أمه. وأنشد يونس:
ولا تلقين كذات الـغـلام إن لم تجد عارماً تعترم
يعني، أن الأم المرضع إن لم تجد من يمص ثديها مصته هي. قال: ومعنى المثل، لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه.

إن أكله لسلجان وإن قضاه لليان وإن عدوه لرضمان

أي، يجب أن يأخذ ويكره أن يقضي. وقوله، لرضمان، معناه بطيء مأخوذ من قولهم: برذون مرضوم العصب، إذا كان عصبه قد تشنج، وإذا كان كذلك بطؤ سيره.

أن أصبح عند رأس الأمر أحب إلي من أن أصبح عند ذنبه

يضرب في الحث على التقدم في الأمور.