الأحد، 16 يوليو 2017

حر الشمس يلجئ إلى مجلس سوء

يضرب عند الرضا بالدنيء الحقير، وبالنزول في مكان لا يليق بك.

أحمق ما يجأى مرغه

المرغ، اللعاب. ويجأى، يحبس. قال أبو زيد: أي لا يمسح لعابه ولا مخاطه، بل يدعه يسيل حتى يراه الناس. يضرب لمن لا يكتم سره.

الحامل على الكراز

هذا مثل يضرب لمن يرمى باللؤم. يعني أنه راع يحمل زاده على الكبش وأول من قاله مالس بن مزاحم الكلبي لقاصر بن سلمة الجذامي، وكانا بباب النعمان بن المنذر، وكان بينهما عداوة فأتى قاصر إلى ابن فرتني، وهو عمرو ابن هند، أخو النعمان بن المنذر وقال: أن مخالساً هجاك وقال في هجائه:
لقد كان من سمى أباك ابن فرتنيبه عارفاً بالنعت قبل التجـارب
فسماه من عرفانه جـرو جـيألخليلة قشع خامل الرجل ساغب
أبا منذر أني يقود ابن فرتـنـيكراديس جمهور كثير الكتـائب
وما ثبتت ي ملتقى الخيل سـاعةله قدم عند اهتزاز القواضـب
فما سمع عمرو ذلك، أتى النعمان فشكا مخالساً وأنشده الأبيات فأرسل النعمان إلى مخالس، فلما دخل عليه قال: لا أم لك، أتهجر امرأ هو ميتاً خير منك حياً، وهو سقيماً خير منك صحيحاً، وهو غائباً خير منك شاهداً. فبحرمة ماء المزن، وحق أبي قابوس، لئن لاح لي أن ذلك كان منك لأنزعن عصمتك من قفاك، ولأطعمنك لحمك. قال مخالس: أبيت اللعن، كلا والذي رفع ذروتك بأعمادها، وأمات حسادك بأكمادها، ما بلغت غير أقاويل الوشاة، ونمائم العصاة، وما هجوت أحداً، ولا أهجو امرأ ذكرت أبداً، وإني أعوذ بجدك الكريم، وعز بيتك القديم، أن ينالني منك عقاب، أو يفاجئني منك عذاب، قبل الفحص والبيان، عن أساطير أهل البهتان. فدعا النعمان قاصراً فسأله فقال قاصر: أبيت اللعن، وحقك لقد هجاه، وما أروانيها سواه. فقال مخالس: لا يأخذن أيها الملك منك قول امرئ آفك، ولا توردني سبيل المهالك، واستدلل على كذبه بقوله أني أرويته، مع ما تعرف من عداوته. فعرف النعمان صدقه فأخرجهما. فلما خرجا قال مخالس لقاصر: شقي جدك، وسفل خدك، وبطل كيدك، ولاح للقوم جرمك، وطاش عني سهمك، ولانت أضيق حجراً من نقاز، وأقل قرى من الحامل على الكراز. فأرسلها مثلاً.

الحر حر وإن مسه الضر

وهذا أيضاً يروى عنه في كلام له.

الحزم سوء الظن بالناس

هذا يروى عن أكثم بن صيفي التميمي.

حلف بالسمر والقمر

قال الأصمعي: السمر، الظلمة. وإنما سميت سمراً لأنهم كانوا يجتمعون في الظلمة فيسمرون، ثم كثر ذلك حتى سميت سمرا.

حلف بالسماء والطارق

قال الأصمعي: يراد بالسماء المطر. وبالطارق النجم لأنه يطرق، أي يطلع ليلاً، والطروق لا يكون إلا بالليل.

حدث عن معن ولا حرج

يعنون معن بن زائدة بن عبد الله الشيباني، وكان من أجود العرب.

الحريص يصيدك لا الجواد

أراد يصيد لك. يقول: أن الذي له هوى وحرص على شأنك هو الذي يقوم به، لا القوي عليه، وال هوى له فيك. يضرب لمن يستغني عن الوصية لشدة عنايته بك.

الحفيظة تحلل الأحقاد

الحفيظة، والحفظة، الغضب والحمية. والحفائظ، جمع حفيظة. ومعنى المثل: إذا رأيت حميم يظلم حميت له، وإن كان في قلبك عليه قحد.

الحق أبلج والباطل لجلج

يعني أن الحق واضح: يقال صبح ابلج، أي مشرق. ومنه قوله: حتى بدت أعناق صبح أبلجا. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم أبلج الوجه أي مشرقه. والباطل لجلج، أي ملتبس. قال المبرد: قوله لجلج، أي يتردد فيه صاحبه، ولا يصيب منه مخرجاً.

حال صبحهم دون غبوقهم

يضرب للأمر يسعى فيه، فلا ينقطع ولا يتم.

أحشافاً وسوء كيلة

الكيلة، فعلة من الكيل، وهي تدل على الهيئة والحالة، نحو الركبة والجلسة. والحشف، أردا التمر، أي أتجمع حشفاً وسوء كيل. يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين.

أحس فذق

يضرب في الشماتة. أي كنت تنهى عن هذا فأنت جنيته فأحسه وذقه. وإنما قدم الحسو على الذوق، وهو متأخر عنه في الرتبة، إشارة إلى أن ما بعد هذا أشد. يعني أحس الحاضر من الشر وذق المنتظر بعده.

حزت حازة عن كوعها

يضرب في اشتغال القوم بأمرهم عن غيره.

احفظ ما في الوعاء بشد الوكاء

يضرب في الحث على أخذ الأمر بالحزم.

الحذر قبل إرسال السهم

تزعم العرب أن الغراب أراد ابنه أن يطير فرأى رجلاً قد فوق سهماً ليرميه، فطار. فقال أبوه: أتئد حتى تعلم ما يريد الرجل. فقال له: يا أبت، الحذر قبل إرسال السهم.

الحرب غشوم

لأنها تنال من يكن له فيها جناية، وربما سلم الجاني.

حول الصليان الزمزمة

قال أبو زياد: الصليان من الطريفة ينبت صعداً وأضخمه أعجازه على قدر نبت الحلي وهو يختلي للخيل التي لا تفارق الحي. والزمزمة، الصوت، يعني صوت الفرس إذا رآه. يضرب للرجل يخدم لثروته. ويروى: حول الصلبان الزمزمة. جمع صليب. والزمزمة، صوت عابديها. قال الليث: الزمزمة أن يتكلف العلج الكلام عند الأكل وهو مطبق فمه. يضرب لمن يحوم حول الشيء لا يظهر مرامه.

الحمى أضرعتني لك

قال أبو عيد: يضرب هذا في الذل عند الحاجة تنزل. ويروى: الحمى أضرعتني للنوم. قال المفضل: أول من قال ذلك رجل ن كليب يقال له مرير، ويروى مرين، وكان له أخوان أكبر منه يقال لهما مرارة ومرة، وكان مرير لصاً مغيراً، وكان يقال له الذئب. وإن مرارة خرج يتصيد في جبل لهم فاختطفته الجن، وبلغ أهله خبره، فانطلق مرة في أثره حتى إذا كان بذلك المكان اختطف، وكان مرير غائباً فلما قدم بلغه الخبر فأقسم لا يشرب خمراً ولا يمس رأسه غسل حتى يطلب بأخويه، فتنكب قوسه وأخذ أسهماً ثم انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخواه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئاً، حتى إذا كان في اليوم الثامن إذا هو بظليم فرماه فأصابه، واستقل الظليم حتى وقع في أسفل الجبل، فلما وجبت الشمس بصر بشخص قائم على صخرة ينادي:
يا أيها الرامي الظليم الأسودتبت مراميك التي لم ترشد
فأجابه مرير:
يا أيها الهاتف فوق الصخرةكم عبرة هيجتها وعـبـره
بقتلـكـم مـرارة ومـرهفرقت جمعاً وتركت حسره
فتواري الجني عنه هوياً من الليل، وأصابت مريراً حمى فغلبته عيناه فأتاه الجني فاحتمله وقال له: ما أنامك وقد كنت حذراً? فقال: الحمى أضرعتني للنوم. فذهبت مثلاً. وقال مرير:
ألا مـن مـبـلـغ فـتــيان قـــومـــيبمـا لاقـيت بـعـدهـم جـــمـــيعـــاً
غزوت الـجـن أطـلـبـهـم بـــثـــأريلاسـقـيهـم بـه سـمـاً نـــقـــيعـــاً
فيعرض لي ظليم بعد سبع فأرميه فأتركه صريعاً
في أبيات أخر يطول ذكرها.

حمل الدهيم وما تزبي

الدهيم، اسم ناقة عمرو بن الزبان التي حمل عليها رؤوس أولاده إليه. ثم سميت الداهية بها. والزبي، الحمل. يقال: زباه وأزدباه إذا حمله. يضرب، للداهية العظيمة إذا تفاقمت.

حبيب جاء على فاقة

يضرب للشيء يأتيك على حاجة منك إليه وموافقة.

الحزم حفظ ما كلفت وترك ما كفيت

هذا من كلام أكثم ين صيفي. وقريب من هذا قوله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

أحمق بلغ

أي، يبلغ ما يريد مع حمقه. ويروى بلغ، بفتح الباء، أي بالغ مراده. قال اليشكري:
أمر الله بلغ تشقى به الأشقياء
أي بالغ.

حين تقلين تدرين

أصل هذا أن رجلاً دخل إلى قحبة، وتمتع بها، وأعطاها جدرها، وسرق مقلى لها، فلما أراد الانصراف قالت له: قد غبنتك لأني كنت إلى ذلك العمل أحوج منك، وأخذت دراهمك فقال لها: حين تقلين تدرين. يضرب للمغبون يظن أنه الغابن غيره.