يضرب للذي يميل إلى شكله.
الأربعاء، 26 يوليو 2017
الحكيم يقدع النفس بالكفاف
كفاف الرجل، ما يكفه عن وجوه الناس. ومعنى يقدع، يمنع. يعني أن الحكيم يمنع نفسه عن التطلع إلى جمع المال، ويحملها على الرضا بالقليل.
الحسنة بين السيئتين
يضرب للأمر المتوسط. ودخل عمر بن عبد العزيز، رحمه الله، على عبد الملك بن مروان، وكان ختنه على ابنته فاطمة، فسأله عن معيشته كيف هي فقال عمر: حسنة بين السيئتين، ومنزلة بين المنزلتين. فقال عبد الملك: خير الأمور أوساطها.
الحرب سجال
المساجلة، تصنع مث لصنيع صاحبك من جري أو سقي. وأصله من السجل، وهو الدلو فيها ماء قل أو كثر، ولا يقال لها وهي فارغة سجل. قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب:
وقال أبو سفيان يوم أحد بعد ما وقعت الهزيمة على المسلمين: أعل هبل، أعل هبل. فقال عمر: يا رسول الله، ألا أجيبه? قال: بلى يا عمر. قال عمر: الله أعلى وأجل. فقال أبو سفيان: يا ابن الخطاب، إنه يوم الصمت يوماً بيوم بدر، وإن الأيام دول، وإن الحرب سجال. فقال عمر: ولا سواء، قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار. فقال أبو سفيان: إنكم لتزعمون ذلك، لقد خبنا إذن وخسرنا.
من يساجلني يساجل ماجدا | يملأ الدلو إلى عقد الكرب |
حمله على الشرف الذلل
الشرف، جمع الشارف، وهي المسنة من النوق. يقال: شارف وشرف، كما قالوا، بازل وبزل، وفاره وفره
حمله على قرن أعفر
أي على مركب وعر. قال الكميت:
يقول: نقتله، ونحمل رأسه على السنان. وكانت الأسنة من القرون فيما مضى من الزمان.
وكنا إذا جبار قـوم أرادنـا | بكيد حملناه على قرن أعفرا |
حساً ولا أنيس
أي، مواعيد ولا أنجاز. مثل قولهم: جعجعة ولا أرى طحناً. أي أسمع حساً. والحس والحسيس، الصوت الخفي.
حتى يؤلف بين الضب والنون
وهما لا يأتلفان أبداً. قال الشاعر:
أن يهبط النون أرض الضب ينصره | يضلل ويأكلـه أقـوام غـراثـين |
حطتمونا القصا
قال الأصمعي: القصا، البعد والناحية. قال بشر:
أي، تباعدوا عنا وهم حولنا، ولو أرادوا أن يدنوا منا ما كنا بالبعد منهم. والقصا في موضع نصب لكونه ظرفاً، ويجوز أن يكون واقعاً موقع المصدر. يضرب للخاذل المتنحي عن نصرك.
فحاطونا القصا ولقد رأونا | قريباً حيث يستمع السرار |
حتى متى يرمى بي الرجوان
الرجا، مقصوراً، الجانب وجمعه أرجاء. والأرجاء، الجوانب. وأريد ههنا جانبا البئر لأن من رمي به فيه يتأذى من جانبه، ولا يصادف معتصماً يتعلق به حواليه. والمعنى حتى متى أجفى أقصى ولا أقرب.
وقال:
وقال:
فلا يقذف بي الرجوان إني | أقل القوم من يغني مكاني |
حق لفرس بعطر وأنسٍ
قال يونس: كانت امرأة من العرب لها زوج يقال له فرس، وكان يكرمها، وكان سخياً، فمات وخلفه عليها شيخ، فبينا هو ذات يوم يسوق بها إذا مرت بقبر فرس فقالت: يا فرس، يا ضبع أهله، وأسد الناس، كسر الكبش. بجفر، وتركت العاقر أن تنحر، وبابات أخر. فقال الزوج: وما هن? قالت: كان لا يبيت بغمر كفيه، ولا يتشبع بخلل سنيه. قال: فدفعها عن البعير، وقشوتها بين يديها، فسقطت القشوة على القبر فقالت: حق لفرس بعطر وأنس. يضرب للرجل الكريم يثني عليه بما أولى. وتقدير المثل حق لفرس أن يتحف بعطر وأنس. فثقل لأزدواج.
الأحد، 23 يوليو 2017
أحاديث زبان إسته حين أصعدا
يضرب لمن يتمنى الباطل. أي كان أحاديث هذا الرجل كذباً. وهذا مثل قولهم: أحاديث الضبع إستها.
حسبك من إنضاجه أن تقتله
يضرب لمن طلب الثأر. يقول: والله لأقتلن فلاناً وقومه أجمعين. فيقال له: لا تعد حسبك أن تدرك ثأرك وطلبتك. ويضرب لمن جاوز الحد قولاً وفعلاً
حكمك مسمط
أي، مرسل جائز لا يعقب. ويروى: خذ حكمك مسمطاً، أي مجوزاً نافذاً والمسمط، المرسل الذي لا يرد.
حرباء تنضبة
التنضب، شجر تتخذ منه السهام. قاله ابن سلمة. والحرباء، أكبر من العظاية شيئاً، وهو يلزم هذه الشجرة. يضرب لمن يلزم الشيء فلا يفارقه.
الحياء من الإيمان
هذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال بعضهم: جعل الحياء، وهو غريزة، من الإيمان وهو اكتساب، لأن المستحيي ينقطع بحيائه عن المعاصي وإن لم يكن له تقية، فصار كالإيمان الذي يقطع بينها وبينه. ومنه الحديث الآخر: إذا لم تستح فاصنع ما شئت. أي من لم يستح صنع ما شاء. لفظه أمر ومعناه الخبر.
الحليم مطية الجهول
أي، الحليم يتوطأ للجاهل فيركبه بما يريد، فلا يجازيه عليه كالمطية. يضرب في احتمال الحليم. وقال الحسن: ما نعت إلي من الأنبياء نعتاً أقل مما نعتهم به من الحلم فقال تعالى: أن إبراهيم لحليم أواه منيب. قال أبو عبيدة: يعني أن الحلم في الناس عزيز.
حمى سيل راعب
يضرب للذي يلتهم أقرانه ويغلبهم. والراعب من السيول، الذي يملأ الوادي، والزاغب، بالزاي، الذي يتدافع في الوادي
الحصن أدنى لو تأييته
الحصن، العفاف. يقال: حصنت المرأة حصناً فهي حاصن، وحصان، وحصناء أيضاً بينة الحصانة. قيل: كانت لامرأة ابنة فرأتها تحثو التراب على راكب فقالت لها: ما تصنعين? قالت: أريه أني حصان أتعفف. وقالت:
فقالت أمها:
فأرسلتها مثلاً. وتأياً، معناه تعمد. وكذلك تآيا، على تفعل وتفاعل. يضرب في ترك ما يشوبه ريبة، وإن كان حسن الظاهر.
يا أمتا أبـصـرنـي راكـب | في بلد مستـحـقـر لاحـب | |
فصرت أحثو التراب في وجهه | عني وأنفي تهـمة الـعـائب |
الحصن أولـى لـو تـأييتـه | من حثيك التراب على الراكب |
حلوبة تثمل ولا تصرح
الحلوبة، الناقة التي تحلب لأهل البيت، أو للضيف. وأثملت الناقة، إذا كان لبنها أكثر ثمالة من لبن غيرها. والثمالة، الرغوة. وصرحت، إذا كان لبنها صراحاً، أي خالصاً. يضرب للرجل يكثر الوعيد والوعد، ويقل وفاؤه بهما.
حيك للي أبا ربيع
الحي، الجمع. واللي، المطل. يضرب لمن يجمع المال، ثم لا يعطي منه أحداً، ولا ينتفع به.
حلوءة تحك بالذراريح
الحلو، على فعول، أن تحك حجراً على حجر، ثم جعلت الحكاكة على كفك وصدأت به المرآة ثم كحلت به. والذراريح، جمع الذروح والذرحرح والذراح، وهي دويبة حمراء منقطة بسواد تطير وهي من السموم. يضرب لمن كان له قول حسن وفعل قبيح.
حوضك فالإرسال جاءت تعترك
الإرسال، جمع رسل، وهو القطيع من الإبل. ونصب حوضك على التحذير، أي احفظ حوضك فإن الإبل تزدحم على الماء. يضرب لمن كافح من هو أقوى منه وأكثر عدة.
حمد قطاة يستمي الأرانب
زعموا أن الحمد فرخ القطاة، ولم أر له ذكراً في الكتب، الله أعلم بصحته. والاستماء، طلب الصيد أي فرخ قطاة يطلب أن يصيد الأرانب. يضرب للضعيف يروم أن يكيد قوياً.
حال صبوحهم على غبوقهم
يقال: حال المال على الأرض حولاً، أي انصب. وأحلته أنا صببته. قال لبيد:
معنى المثل، على ما قالوا، افتقروا فقل لبنهم، فصار صبوحهم وغبوقهم واحداً.
كأن دموعه غربـا سـنـاة | يحيلون السجال على السجال |
حظيين بنات صلفين كناتٍ
الحظي، الذي له حظوة ومكانة عند صاحبه. يقال: حظي فلان عند الأمير، إذ وجد منزلة ورتبة. والصلف، ضده. وأصل الصلف قلة الخير. يقال امرأة صلفة، إذا لم تحظ عند زوجها. والكنة، امرأة الابن، وامرأة الأخ أيضاً. ونصب حظيين وصلفين على إضمار فعل، كأنه قال: وجدوا أو أصبحوا. ونصب بنات وكنات على التمييز كما تقول: راحوا كريمين إباء حسنين وجوهاً. يضرب هذا المثل في أمر يعسر طلب بعضه، ويتيسر وجود بعضه.
حتام تكرع ولا تنفع
يقال: كرع من الماء. وكرع أيضاً إذا ورد الماء فتناوله بفيه من موضعه من غير أن يشرب بكفيه ولا بإناء. ونقع، معناه روى. وأروى أيضاً يتعدى ولا يتعدى. يضرب للحريص في جمع الشيء.
أحبب حبيبك هوناً ما
أي، أحببه حباً هوناً، أي سهلاً يسيراً. وما، تأكيد. ويجوز أن يكون للإبهام، أي حباً مبهما لا يكثر ولا يظهر، كما تقول: أعطني شيئاً ما، أي شيئاً يقع عليه اسم العطاء، وأن كان قليلاً. والمعنى: لا تطلعه على جميع أسرارك فلعله يتغير يوماً عن مودتك. وقال النمر بن تولب:
ويرروى: فليس يعولك، أي فليس يغلبك ويفوتك صرمه. وقوله: أن تحكما أي أن تكون حكيماً. والغرض من جميع هذا كله النهي عن الإفراط في الحب والبغض والأمر بالاعتدال في المعنيين.
أحبب حبيبـك حـبـاً رويداً | فقد لا يعولك أن تصرمـا | |
وابغض بغيضك بغضاً رويداً | إذا أنت حاولت أن تحكمـا |
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)