الأربعاء، 20 مايو 2020

ذَلِيلٌ عَاذ بِقَرْمَلَةٍ‏.‏


قال الأصمعي‏:‏ القَرْمَلَة شجيرة ضعيفة لا وَرَق لها، قال جرير‏:‏
كَانَ الفرزدقُ حين عَاذَ بِخَالِهِ * مثلَ الذليلِ يَعُوذُ وَسْطَ الْقَرْمَلِ



ذَهَبَتْ هَيْفٌ لأَدْيَانِهَا‏.‏


الهَيْف‏:‏ الريح الحارة تَهُبُّ من ناحية اليمن في الصيف، قال أبو عبيد‏:‏ وأصل الهَيْفِ السموم، وقوله ‏"‏لأديانها‏"‏ جمع دِين، وهو العادة، أي لعاداتها، وإنما جمع الأديان لأن الهيف اسم جنس، وجاء باللام على معنى إلى، أي رجعت إلى عاداتها، وعادتُهَا أن تجفف كل شيء وتيبسه‏.‏ يضرب مثلا عند تفرق كل إنسان لشأنه، ويقال‏:‏ يُضرب لكل مَنْ لَزِمَ عادته ولم يفارقها‏.‏

ذَهَبَ دَمُهُ دَرَجَ الرِّيَاحِ‏.‏


ويروى ‏"‏أدراج الرياح‏"‏ وهي جمع دَرَج، وهي طريقها‏.‏
يضرب في الدم إذا كان هَدَرا لا طالبَ له‏.‏

ذَهَبُوا شَغَرَ بَغَرَ، وَشَذَرَ مَذَرَ، وَشِذَرَ مِذَرَ، وَخِذَعَ مِذَعَ‏.‏


أي في كل وَجْه‏.

الذِّئْبُ أَدْغَمُ‏.‏


قال ابن دُرَيْد‏:‏ تفسير ذلك أن الذئاب دُغْم وَلَغَتْ أو لم تَلَغ، والدُّغْمَة لازمة لها، فربما قيل قد ولغ وهو جائع‏.‏ يضرب لمن يُغْبَطُ بما لم يَنَلْه‏.‏
والدُّغْمَة‏:‏ السواد، والدُّغْمَانُ من الرجال‏:‏ الأسْوَدُ‏.‏



الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بِذِي بَطْنِهِ‏.‏


ويروى ‏"‏الذئب يُغْبَطُ بغير بطنة‏"‏ وذو بطنِهِ‏:‏ ما في بطنه، ويقال‏:‏ ذو البطن اسمٌ للغائط، ويقال‏:‏ ألقى ذا بَطْنِه، إذا أحْدَثَ، قال أبو عبيد‏:‏ وذلك أنه ليس يُظَنُّ به أبدا الجوعُ، إنما يظن به البِطْنَة، لأنه يعدو على الناس والماشية، قال الشاعر‏:‏
وَمَنْ يَسْكُنِ الْبَحْرَيْنِ يَعْظُمْ طِحَالُهُ * وَيْغُبَطُ ما فِي بَطْنِهِ وَهْوَ جَائِعُ
وقال غيره‏:‏ إنما قيل ذلك لأنه عظيم الجُفْرَةِ أبدا ‏(‏الجفرة - بضم فسكون - البطن‏)‏، لا يَبِينُ عليه الضُّمُور، وإن جَهَدَه الجوع، وقال الشاعر‏:‏
لكالذِّئْبِ مَغْبُوطُ الْحَشَا وَهْوَ جَائِعُ*

ذَهَبَ فِي الاَخْيَبِ الاَذْهَبِ‏.‏


وذهب في الخيبة الخَيْبَاء، إذا طلب ما لا يَجِدُ ولا يُجْدِى عليه طلبه شيئاً، بل يرجع بالخيبة

الذِّئْبُ خَالياً أَسَدٌ‏.‏


ويروى ‏"‏أشَدُّ‏"‏ أي إذا وجَدَك خاليا وَحْدك كان أَجْرَأ عليك، هذا قول قاله بعضهم‏.‏
وأجود من هذا أن يقال‏:‏ الذئب إذا خلا من أَعْوانٍ من جنسه كان أسداً، لأنه يتكل على ما في نفسه وطبعه من الصَّرَامة والقوة فَيَثِب وَثْبة لا بُقْيَا معها، وهذا أقرب إلى الصواب، لأن ‏"‏خالياً‏"‏ حال من الذئب لا من غيره، والتقدير‏:‏ الذئب يشبه الأسد إذا كان خالياً، كما تقول‏:‏ زيد ضاحكا قمر، ومعنى التشبيه عامل في الحال، قال أبو عبيد‏:‏ يقول‏:‏ إذا قَدَرَ عليك في هذه الحال فهو أقوى عليك وأجرأ بالظلم، أي في غير هذه الحال، أراد لا تَعْجِزْ عنه ولا معين له من جنسه‏.‏
وقال أيضاً‏:‏ قد يضرب هذا المثل في الدِّينِ، ومنه حديث معاذ رضى اللّه تعالى عنه ‏"‏عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يُصيب من الغنم الشَّاذَّةَ القاصِيَة‏"‏ قال أبو عبيد‏:‏ فصار هذا المثل في أمر الدين والدنيا‏.‏
يضرب لكل متوحِّدٍ برأيه أو بِدِينه أو بسفره‏.

ذَهَبُوا إِسْرَاءَ قُنْفُذٍ‏.‏


أي كان ذهابهم ليلا كالقنفذ لا يَسْرِي إلا ليلا‏.‏

الذَّئْبُ يُكْنَى أَبَا جَعْدَةَ‏.‏


يقال‏:‏ إن الجَعْدَة الرِّخْلُ، وهي الأنثى من أولاد الضأن، يكنى الذئب بها لأنُه يقصدها ويطلبها لضعفها وطيبها، وقيل‏:‏ الجَعْدة نبت طيب الرائحة ينبت في الربيع ويجفُّ سريعاً، فكذلك الذئب إن شَرُف بالكنية فإنه يغدر سريعاً، ولا يبقى على حالة واحدة، وقيل‏:‏ يعني أن الذئب وإن كانت كنيته حسنة فإن فعله قبيح، وقيل‏:‏ إنه لعَبيد بن الأبرص قاله حين أراد النعمان ابن المنذر قتله‏.‏
يضرب لمن يبرك باللسان ويريد بك الغَوَائل‏.‏
وسئل بن الزبير عن المتعة، فقال‏:‏ الذئب يكنى أبا جعدة، يعني أنها كنية ‏حسنة للذئب الخبيث، فكذلك المتعة حسنة الاسم قبيحة المعنى‏.‏

ذِئْبُ الخَمَرِ


لخَمَر‏:‏ ما واراك من شجر أو حجر أو جرف وادٍ، وإنما يضاف إلى الخمر للزومه إياه، ومثله‏:‏ ذئب غَضاً، وقنفذ برقة، وتيس حلب، وهو نبت تعتادهُ الظباء، ويقال‏:‏ تيس الربل، وضب السحا، وشيطان الحَمَاطة، وأرنب الخلة‏.‏ 

الذِّئْبُ يَأْدُو للْغَزَالِ‏.‏


قال‏:‏ أَدَوْتُ لَهُ آدُو أَدْواً، إذا خَتَلْته، وينشد‏:‏
أدوت له لآخُذَهُ * فَهَيْهَاتَ الْفَتَى حَذِرَا ‏(‏نصب ‏"‏حذرا‏"‏ بفعل مضمر أي لا يزال حذرا، أو على الحال من فاعل اسم الفعل‏.‏‏)‏
يضرب في الخديعة والمكر‏.‏

الذَّوْدُ إِلىَ الذَّوْدِ إِبِل‏.‏


قال ابن الأعرابي‏:‏ الذَّوْد لا يُوَحَّد، وقد يجمع أذودا، وهو اسم مؤنث يقع على قليل الإبل ولا يقع على الكثير، وهو ما بين الثلاث إلى العشر إلى العشرين إلى الثلاثين ولا يجاوز ذلك‏.‏
يضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتى يؤدي إلى الكثير‏.‏

اذْهَبِي فَلَا أنْدَهُ سَرْبَكِ‏.‏


النَّدْه‏:‏ الزجر، والسَّرْب‏:‏ المال الراعي، وكان يقال للمرأة في الجاهلية‏:‏ اذْهَبِي فلا أنْدَهُ سَرْبَكِ، فكانت تطلق بهذه اللفظة‏.‏

ذَهَبُوا أَيْدِي سَبا، وَتَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا‏.‏

أي تفرقوا تفرقاً لا اجتماع معه‏.‏
أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي ابن أحمد الواحدي، أخبرنا الحاكم أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، أخبرنا أبو عمرو ابن مطر، حدثنا أبو خليفة، حدثنا أبو همام، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي جناب، عن يحيى بن هاني، عن فروة بن مسيك، قال‏:‏ أتيتُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول اللّه أخبرني عن سَبَأ أرجلٌ هو أم امرأة، فقال‏:‏ هو رجل من العرب، ولد عَشَرَةً، تَيَامَنَ منهم ستة، وتشاءَمَ منهم أربعة، فأما الذين تيامَنُوا فالأزد وكِنْدَة ‏[‏ص 276‏]‏ ومَذْحِج والأشعرون وأنمار منهم بجيلة، وأما الذين تشاءموا فعَامِلة وغَسَّان ولَخْم وجُذام، وهم الذين أرسل عليهم سَيْل العَرِم، وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من الشِّحْر وأودية اليمن، فرَدَمُوا رَدْما بين جبلين، وحبسوا الماء، وجعلوا في ذلك الردم ثلاثة أبواب بعضُها فوقَ بعض، فكانوا يسقون من الباب الأعلى، ثم من الثاني، ثم من الثالث، فأخْصَبُوا، وكثرت أموالهم، فلما كَذَّبوا رسولهم بعث اللّه جُرَذا نقبت ذلك الردمَ حتى انتقض، فدخل الماء جَنَّتَيْهم فغرقهما، ودفن السيلُ بيوتهم، فذلك قوله تعالى {‏فأرسلنا عليهم سيل العرم‏}‏ والعرم‏:‏ جمع عرمة، وهي السِّكْرُ الذي يحبس الماء، وقال ابن الأعرابي‏:‏ العَرِم السيلُ الذي لا يُطَاق، وقال قتادة ومقاتل‏:‏ العرم اسم وادي سبأ‏.‏
وأخبرنا الإمام على بن أحمد أيضاً، أخبرنا أبو حسان المزكى، أخبرنا هرون بن محمد الاستراباذي، أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو الوليد الأزرقي، حدثنا جدي، حدثنا سعيد بن سالم القَدَّاح عن عثمان بن ساج عن الكلب عن أبي صالح قال‏:‏ ألقت طريفة الكاهنة إلىعمرو بن عامر الذي يقال له مُزَيْقيا بن ماء السماء، وهو عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد بن الغَوْث ابن نَبْت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ابن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قَحْطان، وكانت قد رأت في كهانتها أن سَدَّ مأرب سَيَخْرب، وأنه سيأتي سيلُ العَرِم فيخرب الجنتين، فباع عمرو بن عامر أموالَه، وسار هو وقومُه حتى انتهوا إلى مكة فأقاموا بمكة وما حولها، فأصابتهم الحمىَّ، وكانوا ببلد لا يَدْرُون فيه ما الحمى، فَدَعَوْا طريفَةَ فشَكَوْا إليها الذي أصابهم، فقالت لهم‏:‏ قد أصابني الذي تَشْكُون، وهو مُفَرق بيننا، قالوا‏:‏ فماذا تأمرين‏؟‏ قالت‏:‏ من كان منكم ذا هَمٍّ بعيد، وجمل شديد، ومزاد جديد، فليلحق بقصر عمان المشيد، فكانت أزد عمان، ثم قالت‏:‏ من كان منكم ذا جلد وقسر، وصبر على أزمات الدهر، فغليه بالأراك من بطن مر، فكانت خزاعة، ثم قالت‏:‏ من كان منكم يريد الراسيات في الوَحْل، المُطْعمات في المَحْل، فليلحق بيثرب ذات النَّخْل، فكانت الأوس والخزرج، ثم قالت‏:‏ من كان منكم يريد الخمر والخمير، والملك والتأمير، ويلبس الديباج والحرير، فليلحق ببصرى وغوير، وهما من أرض الشأم، فكان الذين سكنوها آل جَفْنة
من غَسَّان، ثم قالت‏:‏ مَنْ كان ‏ منكم يريد الثياب الرقاق، والخيل العتاق، وكنوز الأرزاق، والدم المُهْراق، فليلحق بأرض العراق، فكان الذين سكنوها آل جَذيمة الأبرش ومن كان بالحِيرة وآل محرق‏.‏

ذَكَّرَنِي فُوكِ حِمَارَيْ أَهْلِي‏.‏


أصله أن رجلا خَرَجَ يطلبُ حمارين ضلاَّ له، فرأى امرأة مُنْتَقِبة، فأعجبته حتى نَسِيَ الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى سَفَرَتْ له، فإذا هي فَوْهَاء، فحين رأى أسَنَاَنَها ذكر الحمارين، فقال‏:‏ ذكرني فوكِ حماري أهلي، وأنشأ يقول‏:‏
لَيْتَ النِّقابَ على النساء محرَّمٌ * كَيْلاَ تَغُرَّ قبيحةٌ إنساناً



ذَهَبَ أَمْسِ بِمَا فِيهِ‏.


أول من قال ذلك ضَمْضَم بن عمرو اليَرْبُوعي، وكان هَوِىَ امرأةً، فطلبها بكل حيلة، فأبت عليه، وقد كان غر بن ثعلبة ابن يربوع يختلف إليها، فاتبع ضمضمٌ أثَرَهما وقد اجتمعا في مكان واحد فصار في خَمَر إلى جانبهما يراهما ولا يريانه، فقال غر‏:‏
قديماً تُوَاتِيِني وتأبى بنفسها * على المرء جَوّاب التَّنُوفَةِ ضَمْضَمِ
فشد عليه ضمضم فقتله، وقال‏:‏
ستعلم أني لست آمن مبغضا * وأنَّكَ عَنْهَا إن نأيْتَ بمَعْزِلِ
فقيل له‏:‏ لِمَ قتلت ابن عمك‏؟‏ قال‏:‏ ذهب أمس بما فيه، فذهب قولُه مثلاً‏