الاثنين، 3 ديسمبر 2018

الدَّهْرُ أرْوَدُ مُسْتَبِدٌ.

أي لَيِّنُ المعاملة غالبٌ على أمره، وهذا كقول ابن مُقْبل:
إنْ يَنْقُضِ الدَّهْرُ مِني مرَّةً لِبلى ... فالدهر أرْوَدُ بالأقْوَامِ ذُو غِيَرِ
أرود: أي يعمل عملَه في سكون لا يشعر به، ويقال: المستبد الماضي في أمره لا يرجع عنه.

الدَّهْرُ أَطْرَقُ مُسْتَتِبُّ.

أي مُطْرِق مُغْضٍ منقاد، قال بشار ابن بُرْد:
عَامِ لا يَغْرُرْكَ يَوْمٌ من غدٍ ... عامِ إِنَّ الدَّهْرَ يُغْضِي وَيَهبْ
صَادِ ذَا الضِّغْنِ إلى غِرَّتِهِ ... وَإِذَا دَرَّتْ لَبُونٌ فَاحْتَلِبْ

الدَّهْرُ أَبْلَغُ في النَّكِيرِ.

يعني بالنكير الإنكار والتغيير، يريد أن الدهر يغير ما يأتي عليه.

دِمَاءُ المُلُوكِ أَشْفَى مِنَ الكَلَبِ.

أصل الكَلَب الشدَّةُ، وكلبة الشتاء: شدة برده، والكَلب الكَلِب: الذي يَكْلَبُ بلحوم الناس، ويروى "دماء [ص: 272] الملوك شِفَاءُ الكلب" تزعم العرب أن مَنْ كان به كَلَب من عَضِّ الكَلْب الكَلِب - وهو شيء شبيه بالجنون يعترى من عضة ذلك الكلب - ثم إذا سقي دماء الملوك شفي، ودفع بعضُ أصحاب المعاني هذا، فقال: معنى المثل أن دمَ الكريم هو الثأرُ المُنِيمُ، كما قال القائل:
كلبٌ من حس ما قد مسه ... وأفانين فؤاد مختبل
وكما قيل: كَلِبٌ بِضَرْب جَمَاجم ورِقَابِ ...
قال: فإذا كلب من الغيظ والغضب، فأدرك ثأره فذلك هو الشفاء من الكلب، لا أن هناك دَماً يُشْرب في الحقيقة.

دَغْرَى لا صَفَّي.

ويروى "دَغْراً لا صفاً" فدَغْرَي: لغةُ الأزد، ودَغْراُ: لغة غيرهم، والمعنى: ادغروا عليهم، أي احملوا ولا تصافوهم. يضرب في انتهاز الفرصة.

الدِّينُ النَّصِيحَةُ.

الأصل في النصيحة التلفيق بين الناس، من النصح وهو الخياطة، وذلك أن تلفق بين التفاريق، وهذا من حديثٍ يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمامه "قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" قالت العلماء: النصيحة لله أن يُخْلِصَ العبدُ العملَ لله، والنصيحة لرسوله أن يَصْفُوَ قلبُه في قبول دعوة النبوّة ولا يضمر خلافها، والنصيحة للمسلمين أن لا يتميزوا عنه في حال من الأحوال، وقيل: النصيحة لأءمة المسلمين أن لا تَشُقَّ عَصَاهم، ولا يعقَّ فتواهم.

دَارٌ مِنْ رُهاً.

قال أبو الندى: رُهَا قبيلَةٌ، ورها بلد أيضاً. (في القاموس أن رهاء - كسماء - حي من مذحج، ورها - كهدى - بلد)
يضرب لمن تستخبره فيخبرك بما تعرفه.

دعِ الْكَذِبَ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ يَنْفَعُكَ فإِنَّهُ يَضُرُّكَ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ حَيْثُ تَرَى أَنَّهُ يَضُرَّكَ فإِنّه يَنْفَعُكَ.

يضرب في الحث على لزوم الصدق حتى يصير عادة.

دَمُ سِلاَغٍ جُبَار.

هذا رجل من عبد القيس له حديث، ولم يذكر حمزة أكثر من هذا.

دَهْوَرَ نَبْحاً واسْتُهُ مُبْتَلَّةٌ.

الدهورة: نُبَاح الكلب من فَرَق الأسد ينبح ويَضْرُط ويَسْلَح خوفاً منه.
يضرب لمن يتوعَّدُ من هو أقوى منه وأمنع.

دَأْمَاءُ لاَ يُقْطَعُ بِالأرْمَاثِ.

الدأماء: البحر، والرِّمْث: خَشَبات  يُضم بعضُها إلى بعض ثم تركب في البحر للصيد وغيره.
يضرب في الأمر العظيم الذي لا يركبه إلا مَنْ له أعوان وعُدَدٌ تليق به.

دَعِ المَعَاجِيلَ لِطِمْلٍ أَرْجَلَ.

المعاجيل: جمع مَعْجَل، وهو الطريق المختصر إلى المنازل والمياهِ، كأنه أعجل عن أن يكون مبسوطا، والطِّمْل: اللص الخبيث، والأرْجَلُ: الصلب الرِّجْل الذي لا يكاد يَحْفَى.
يضرب في التباعد عن مواضع التُّهَمِ، أي دعها لأصحابها.

دَعِ العَوْرَاءَ تَخْطَأْكَ.

أي الخصلَةَ القبيحة، أو الكلمة الشنعاء وتخطأك - بالهمزة - من قولهم: أرَدْتُكم فخَطِئْتكم، أي تجاوزتكم. قيل: هذا أحْكَمُ مثل ضربته العرب.

دَلَّ عَلَيْهِ إِرْبُهُ.

قال أبو عمرو: يقال للرجل الدميم تقتحمه العين ولا يُؤْبَنُ بشيء من النجدة والفضل: دل عليه إربه، أي عَقْله.

دِيكُهُ يَلْقُطٌ الْحَبَّ.

ويروى "يلتقط الحصا". يضرب للنمام.

دُونَ كُلِّ قُرَيْبَي قُرْبَى.

يضرب لمن يسألك حاجة وقد سألَكَهَا مَنْ هو أقرب إليك منه.

أَدْبَرَ غَرِيرُهُ وَأَقْبَلَ هَرِيرهُ.

الغَرير: الخُلُق الحسن، والهرير: الكراهية، أي ذهب منه ما كان يَغُرُّ ويعجب، وجاء ما يكره منه من سوء الخلق وغير ذلك.
يضرب للشيخ إذا ساء خُلُقه.

دَعِ القَطَا يَنَمْ.

يضرب في ترك أمرٍ يهمّ بإمضائه.
ذكر أن بعض أصحاب الجيوش أراد الإيقاع بالعدو، فاستطلع رأي الذي فوقه في ذلك، فوقع في كتابه "دَعِ القطا ينم".

دَمْعَةٌ مِنْ عَوْرَاءَ غَنِيمَةٌ بارِدَةٌ.

أي من عينٍ عَوْرَاء. يضرب للبخيل يصلُ إليك منه القليل.

دَعِ الشَّرَّ يَعْبُرْ.

قاله المأمون لرجل اغتاب رجلا في مجلسه.

دُونَ غُلَيَّان خَرْطُ القَتَادِ.

غُلَيَّان: اسمُ فَحْلٍ. يضرب للممتَنِع.
وكان في النسخ المعتمدة غليان بالغين المعجمة، وفي شعر أبي العلاء بالعين غير المعجمة في قوله:
إذا أنا عَالَيْتُ القَتُودَ لرحْلَةٍ ... فدون عُلَيَّانَ الْقَتَادَةُ والْخَرْطُ

دَافِعِ الأيَّامَ بِالْقُرُوضِ.

أي أقرض الدهر، وكل قليلا قليلا. يضرب في حفظ المال.

دَعَا القَوْمَ النَّقَرَي.

أي الدعوة النَّقَري، يعني الخاصَّة، وأصله من "نَقَر الطيرُ" إذا لَقَطَ من ههنا وههنا، و "انتقر الرجُلُ" إذا فعل ذلك.
يضرب لمن اختصَّ قوما بإحسانه، قال عمرو بن الأهتم:
ولَيْلَةٍ يَصْطلَىِ بالفَرْث جازِرُها ... يختصُّ بالنَّقَرَي المُثْرِينَ دَاعِيهَا

أَدْخَلُوا سَوَاداً فِي بَيَاضٍ.

يضرب في التخليط، أي دخمسوا وصَنَعُوا أمرا أرادوا غيرَه.

دَعْ عَنْكَ بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ.

أي عليك بمُعْظَم الأمر، ودَعِ الروغان.