الخميس، 29 يونيو 2017

حلمي أصم وأذني غير صماء

أي، أعرض عن الخنا بحلمي وإن سمعته بأذني.

حذو القذة بالقذة

أي مثلاً بمثل. يضرب في التسوية بين الشيئين ومثله حذو النعل بالنعل. والقذة، لعلها من القذ وهو القطع، يعني به قطع الريشة المقذوذة على قدر صاحبتها في التسوية، وهي فعله بمعنى مفعولة كاللقمة والغرفة، والتقدير حذيا حذو. ومن رفع أراد هما حذو القذة.

أحلب حلباً لك شطره

يضرب في الحث على الطلب، والمساواة في المطلوب.

حديث خرافة

هو رجل من عذرة استهوته الجن، كما تزعم العرب، مدة ثم لما رجع اخبر بما رأى منهم فكذبوه، حتى قالوا لما لا يمكن: حديث خرافة. وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خرافة حق. يعني ما تحدث به عن الجن حق.

حفظاً من كالئك

أي، احفظ نفسك ممن يحفظك. كما قيل: محترس من مثله وهو حارس

حسبك من شر سماعه

أي، اكتف من الشر بسماعه ولا تعاينه. ويجوز أن يريد، يكفيك سماع الشر وإن لم تقدم عليه ولم تنسب إليه. قال أبو عبيد: اخبرني هشام ابن الكلبي أن المثل لأم الربيع ابن زياد العبسي. وذلك أن ابنها الربيع كان أخذ من قيس بن زهير بن جزيمة درعاً، فعرض قيس لأم الربيع، وهي على راحلتها في مسير لها، فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع. فقالت له: أين عزب عنك عقلك يا قيس? أترى بني زياد مصالحيك وقد ذهبت بأمهم يميناً وشمالاً، وقال الناس ما قالوا وشاءوا، وإن حسبك من شر سماعه. فذهبت كلمتها مثلاً. تقول كفى بالمقالة عاراً وإن كان باطلاُ. يضرب عند العار والمقالة السيئة وما يخاف منها. وقال بعض النساء الشواعر:
سائل بنا في قـومـنـاوليكف من شر سماعه
وكان المفضل فيما حكي عنه يذكر هذا الحديث، ويسمى أم الربيع ويقول: هي فاطمة بنت الخرشب من بني أثمار بن بغيض.

حنت ولات هنت وأني لك مقروع

هنت، من الهنين. يقال: هن يهن، بمعنى حن يحن. وقد يكون بمعنى بكى وقال لما رأى الدار خلاء هنا ولات، مفصولة من هنت، أي لات حين هنت، فحذف، حين، لكثرة ما يستعمل لات معه وللعلم به. ويروى، ولا تهنت، أراد تهنأت فلين الهمزة. كانت الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو ابن تميم تعشق عبشمس بن سعد، وكان يلقب بمقروع، فأراد أن يغير على قبيلة الهيجمانة، وعلمت بذلك الهيجمانة، فأخبرت أباها فقال مازن بن مالك ابن عمرو: حنت ولات هنت. أي اشتاقت وليس وقت اشتياقها. ثم رجع من الغيبة إلى الخطاب فقال: وأني لك مقروع. أي من أين تظفرين به. يضرب لمن يحن إلى مطلوبه قبل أوانه. وحكى المفضل بن محمد الضبي أن عبشمس بن سعد، وكان اسمه عبد العزي، كان وسيم الوجه، حسن الخلقة، فسمي بعبشمس. وعبء الشمس ضوءها فحذف الهمزة. وهو ابن سعد بن زيد مناة بن تميم شغف بحب الهيجمانة، فمنع عنها، وقوتل، فجاء الحرث ابن كعب بن سعد ليذب عن عمرو فضرب على رجله فشلت، فسمي الأعرج، فسار عبشمس إليهم وسألهم أن يعطوه حقه من رجل الأعرج، فتأبى عليه بنو عنبر بن عمرو بن تميم. فقال عبشمس لقومه: أن خرج إليكم مازن بن مالك بن عمرو مترجلاً قد لبس ثيابه تزين فظنوا به شراً، وإن جاءكم أشعث الرأس خبيث النفس فإني أرجو أن يعطوكم حقكم. فلما أمسوا راح إليهم مازن مترجلاً قد لبس ثيابه وتزين لهم، فارتابوا به، فدس عبشمس بعض أصحابه إليهم ليسترق السمع ويتجسس ما يقولون، فسمع رجلاً من الرعاء يقول:
لا نعقل الرجل ولا نديهاحتى ترى داهية تنسيها
فلما عاد الرجل إلى عبشمس، وخبره بما سمع. قال عبشمس: إذا جن عليكم الليل برزوا رحالكم، وأقيموا ناحية. ففعلوا وتركوا خيامهم. فنادى مازن، وأقبل إلى القبة. ألا لا حي بالقرى. فإذا الرجال قد جاءوا وعليهم السلاح حتى أحاطوا بالقبة، فاكتنفوها، فإذا القبة خالية من بني سعد. فلما علم عبشمس: إذا جن عليكم الليل برزوا رحالكم، وأقيموا ناحية. ففعلوا وتركوا خيامهم. فنادى مازن، وأقبل إلى القبة. ألا لاحي بالقرى. فإذا القبة خالية من بني سعد. فلما علم عبشمس بذلك جمع بني سعد فغزاهم، فلما كان بعقوتهم نزل في ليلة ذات ظلمة، ورعد، وبرق. وأقام حتى يغير عليهم صبحاً. وكان يدور على قومه ويحوطهم من دبيب الليل. وكانت الهيجمانة عاركاً، والعارك لا تخالط أهلها، وأضاء البرق فأت ساقي مقروع، فأتت إباها تحت الليل فقالت: إني رأيت ساقي عبشمس في البرق فعرفته، فأرسل العنبر في بني عمرو فجمعهم، فلما أتوه خبرهم بما سمع من الهيجمانة. فقال مازن: حنت ولات هنت وإني لك مقروع. ثم قال مازن للعنبر: ما كنت حقيقاً أن تجمعنا لعشق جارية. ثم تفرقوا عنه. فقال لها العنبر عند ذلك: أي بنية، أصدقي فإنه ليس للكذوب رأي، فأرسلها مثلاً. قالت: يا أبتاه ثكلتك أن لم أكن صدقتك فانج ولا أخالك ناجياً. فأرسلتها مثلاً. فنجا العنبر من تحت الليل، وصبحهم بنو سعد فأدركوهم وقتلوا منهم ناساً كثيراً. ثم أن عبشمس تبع العنبر حتى أدركه وهو على فرسه وعليه أداته يسوق إبله. فلما لحقه قال له: يا عنبر دع أهلك فإن لنا وإن لك. فأجابه العنبر وقال: لكن من تقدم منعته ومن تأخر عقرته. فدنا منه عبشمس، فما رأته الهيجمانة نزعت خمارها، وكشفت عن وجهها وقالت: يا مقروع، نشدتك الرحم لما وهبته لي، لقد خفتك على هذه منذ اليوم، وتضرعت إلى عبشمس فوهبه لها.

حلبتها بالساعد الأشد

أي، أخذتها بالقوة إذ لم يتأت بالرفق.

حلأت حالئة عن كوعها

الحالئة، المرأة تحلأ الأديم، أي تقشره. يقال: حلأت الجلد إذا أزلت تحلئه، وهو قشوره ووسخه. والمرأة الصناع ربما استعجلت فحلأت عن كوعها. وعن، من صلة المعنى، كأنه قال: قشرت اللحم عن كوعها. يضرب لمن يتعاطى ما لا يحسنه، ولمن يرفق بنفسه شفقة عليها.

حلبت حلتها ثم أقلعت

يضرب لمن يفعل الفعل مرة ثم يمسك. ويروى جلبت، بالحيم. وقد مر قبل.

حدث حديثين امرأة فإن لم تفهم فأربعة

أي زد. ويروى فأربع، أي كف. وأراد بالحديثين حديثاً واحداً تكرره مرتين، فكأنك حدثتها بحديثين. والمعنى، كرر لها الحديث لأنها أضعف فهماً فإن لم تفهم فاجعلهما أربعة. وقال أبو سعيد: فإن لم تفهم بعد الأربعة فالمربعة، يعني العصا. يضرب في سوء السمع والإجابة.

حتفها تحمل ضأن بإظلافها

يضرب لمن يوقع نفسه في هلكة. وأصله أن رجلاً وجد شاة ولم يكن معه ما يذبحها به، فضربت بأظلافها الأرض، فظهر سكين فذبحها به. وهذا المثل لحريث بن حسان الشيباني تمثل به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لقيلة التميمية، وكان حريث حملها إلى النبي صلى الله علية وسلم فسأله أقطاع الدهناء، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتكلمت فيه قيلة فعندها قال حريث: كنت أنا وأنت كما قيل، حتفها تحمل ضأن بأظلافها.

حياك من خلا فوه

أي، نحن في شغل عنك. وأصله أن رجلاً كان يأكل، فمر به آخر فحياه بتحية، فلم يقدر على الإجابة، فقال هذه المقالة. يضرب في قلة عناية الرجل بشأن صاحبه.

حن قدح ليس منها

القدح، أحد قداح الميسر. وإذا كان أحد القداح من غير جوهر إخوانه، ثم أجاله المفيض، خرج له صوت يخالف أصواتها فيعرف به أنه ليس من جملة القداح. يضرب للرجل يفتخر بقبيلة ليس هو منها، أو يمتدح بما له لا يوجد فيه. وتمثل عمر رضي الله عنه به حين قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط: أقتل من بين قريش. فقال عمر رضي الله عنه: حن قدح ليس منها. والهاء في، منها، راجعة إلى القداح.

حال الجريض دون القريض

الجريضن الغصة، من الجرض وهو الريق يغص به. يقال: جرض بريقه يجرض. وهو أن يبتلغ ريقه على هم وحزن. يقال: مات فلان جريضاً، أي مغموماً. والقريض، الشعر، وأصله جرة البعير. وحال، منع. يضرب للأمر يقدر عليه أخيراً حين لا ينفع. وأصل المثل، أن رجلاً كان له ابن نبغ في الشعر فنهاه أبوه عن ذلك فجاش به صدره ومرض حتى أشرف على الهلاك، فإذن له أبوه في قول الشعر، فقال هذا القول.

حرك لها حوارها تحن

الحوار، ولد الناقة، والجمع القليل أحورة، والكثير حوران وحيران. ولا يزال حواراً حتى يفصل، فإذا فصل عن أمه فهو فصيل. ومعنى المثل: ذكره بعض أشجانه يهج له. وهذا المثل قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهل الشام.

المولدون الجيم

"جعل بطنه طبلاً وقفاه اصطبلا"
 "جزاء مقبل الأست الضراط"
 "جنة ترعاها خنازير"
 "جهل يعولني خير من عقل أعوله"
"جاء بالدنيا يسوقها"
 "جاهه جاه كلب ممطور في مقصورة الجامع" 
"جدة تقضي العدة" يضرب للشيخ يتصابى.
"جواهر الأخلاق يتصفحها المعاشر"
"جاء العيان فألوى بالأسانيد"
"جهلك أشد لك من فقرك"
"الجمل في شيء والجمال في شيء"
"الجل خير م الفرس"
"الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"
"الجدية ربح بلا رأس مال"
"الجهل موت الأحياء"
"الجرار لا تشتري أو تلطم"
 "أجلس حيث يؤخذ بيدك وتبر لا حيث يؤخذ برجلك وتجر"
"أجلس حيث تجلس"
"أجلست عندي فاتكئ"
"أجرأ الناس على الأسد أكثرهم له رؤية" 
"جاء على ناقة الحذاء" يعنون: النعل التي تلبس.

أجود من قاضي سدوم

قالوا: سدوم، بفتح السين، مدينة من مدائن قوم لوط عليه الصلاة والسلام. قال الأزهري: قال أبو حاتم في كتابه الذي صنفه في المفسد والمذال، إنما هو سذوم، بالذال المعجمة، والدال خطأ. قال الأزهري: وهذا عندي هو الصحيح. قال الطبري: هو ملك من بقايا اليونانية، غشوم، كان بمدينة سرمين من أرض قنسرين.

أجهل من قاضي جبل

يقال أن جبل مدينة من طسوج، كسكر، وهذا القاضي قضى لخصم جاءه وحده، ثم نقض حكمه لما جاءه الخصم الآخر. وفيه يقول محمد ابن عبد الملك الزيات:
قضى لمخاصم يوماً فلمـاأتاه خصمه نقض القضاء
دنا منك العدو وغبت عنهفقال بحكمه ما كان شاء

أجرد من الجراد

لم يورد جمزة في هذا شيئاً. قلت: يجوز أن يراد به آكل من الجراد. يقال: أرض مجرودة، إذا أكل نبتها. ويجوز أن يراد، أشأم من الجراد من قولهم: رجل جارود، أي مشؤوم، والجارود رجل سمي به لأنه فر بإبله إلى أخواله بني شيبان، وبإبله داء، ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها. وفيه قال الشاعر:
كما جرد الجارود بكر بن وائل
وهو الجارود العبدي، يعد من الصحابة، واسمه بشر بن عمرو من عبد القيس. ووجه ثالث، أن يراد، أقشر من الجراد. يقال: جردت الشيء، قشرته، وكل مقشور مجرود. والجراد يقشر ما يقع عليه من النبات. والأصل في الكل الجراد المعروف.

أجدى من الغيث في أوانه

معناه: أنفع. يقال: ما يجدي عنك هذا، أي ما ينفع وما يغني. والجداء، ممدود، النفع وبناء أفعل من الأفعال شاذ، وحقه، أشد جداء.

أجفى من الدهر

أجفى من الدهر

أجهل من عقرب

لأنها تمشي بين أرجل الناس وتكاد تبصر.

أجهل من حمار

يعني حمار بن سويلك الذي يقال له أكفر من حمار.

أجرأ من ليث بخفان

خفان، مأسدة معروفة. وكذلك خفيفة، وحلية. وقال:
فتى هو أحيى من فتاة حـييةوأشجع من ليث بخفان خادر