الأحد، 16 أبريل 2017

أبلغ من قس

هو قس بن ساعدة بن حذافة بن زهير بن أياد بن نزار الأيادي؛ وكان من حكماء العرب وأعقل من سمع به منهم، هو أول من كتب من فلان إلى فلان، وأول من أقر بالبعث من غير علم، وأول من قال أما بعد، وأول من قال البينة على من ادعى واليمين على من أنكر. وقد عمر مائة وثمانين سنة. قال الأعشى:
وأبلغ من قس وأجري من الـذيبذي الغيل من خفان أصبح خادراً
وأخبر عامر بن شراحيل الشعبي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن وفد بكر بن وائل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ من حوائجهم قال: "هل فيكم أحد يعرف قس بن ساعدة الأيادي? قالوا: كلنا نعرفه. قال: فما فعل? قالوا: هلك. فقال رسول الله صلى الله علية وسلم: كأني به على جمل أحمر بعكاظ قائماً يقول: أيها الناس أجتمعوا واستمعوا وعوا. كل من عاش مات. وكل من مات فات. وكل ما هو آت آت. أن في السماء لخبراً. وإن في الأرض لعبراً. مهاد موضوع وسقف مرفوع. وبحار تموج وتجارة تروج. وليل داج وسماء ذات أبراج. أقسم قس حقاً لئن كان في الأرض رضا ليكونن بعده سخط. وأن لله عزت قدرته ديناً هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه. ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا فأقاموا أم تركوا فناموا. ثم أنشد أبو بكر رضي الله عنه شعراً حفظه له وهو قوله":
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بـصـائر
لما رأيت موارداً للموت ليس لها مـصـادر
ورأيت قومي نحوها يسعى الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابـر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صـائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق