شبوة، اسم للعقرب، لا تدخلها الألف واللام، مثل محوة للشمال، وخضارة للبحر. وتزبئر، تنتفش. يضرب لمن يتشمر للشر. أنشد ابن الأعرابي:
قد بكرت شبوة تـزبـئر | تكسو إستها لحماً وتقمطر |
قد بكرت شبوة تـزبـئر | تكسو إستها لحماً وتقمطر |
على صرماء فيها أصرماها | وخريت الفلاة بها مـلـيل |
لا تتبعن نعم لا طـائعـاً أبـداً | فإن لا أفسدت من بعد ما نعـم | |
إن قلت يوماً نعم بدأ فتم بـهـا | فإن أمضاءها صنف من الكرم |
حسن قول نعم من بعـد لا | وقبيح قول لا بعد نـعـم | |
أن لا بعد نعـم فـاحـشة | فبلا فابدأ إذا خفت النـدم | |
وإذا قلت نعم فاصبر لهـا | بنجاح الوعد أن الخلف ذم |
القوم أخوان وشتى في الشيم | وكلهم يجمعـه بـيت الأدم |
قد زرتني زورة في الدهر واحدة | ثني ولا تجعليها بـيضة الـديك |
كلانا يا معاذ نحب لـيلـى | بقي وفيك من ليلى التراب |
برح الخفاء فبحت الكتـمـان | وشكوت ما ألقى إلى الأخوان | |
لو كان ما بي هيناً لكتمـتـه | لكن ما بي جل عن كتمـان |
أبا منذر أفنيت فاستبق بـعـضـنـا | حنانيك بعض الشر أهون من بعض |
نحن بغرس الودي أعلمـنـا | منا بجري الجياد في السلف | |
يا لهف أمي فكيف أطعنـه | مسمسكاً واليدان في العرف |
باءت عرار بكحل فيما بيننا | والحق يعرفه أولو الألباب |
كانت خراسان أرضاً إذا يزيد بها | وكل باب من الخيرات مفتـوح | |
حتى أتانا أبو حفص بأسـرتـه | كأنما وجهه بالخل منـضـوح |
أقول له لما أتاتنـي نـعـيه | به لا بظبي بالصريمة أعفرا |
إن غلا اللحم فالصبر رخيص | إياك والعينة فإنهـا لـعـينة |
وصاحب لي بطنه كالهاوية | كأن في أمعائه معـاوية |
ومعدة هاضمة للصـخـر | كأنما في جوفها ابن صخر |
أوردها سعد وسعد مشتمل | ما هكذا تورد يا سعد الأبل |
تظل يوم وردها مـزعـفـرا | وهي خناطيل تجوس الخضرا |
كأن صغرى وكبرى من فواقعهـا | حصباء در على أرض من الذهب |
ومية أحسن الثقلين جيداً | وسالفة وأحسبته قذالا |
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به | وهن أضعف خلق الله إنسـانـاً |
قد يقتر الحول التقي | ويكثر الحمق الأثيم |
أما الملوك فأنت اليوم الأمهم | لؤماً وأبيضهم سربال طباخ |
زيادرتنا نعمان لا تنسـينـهـا | تقي الله فينا والكتاب الذي تتلو |
ولا اتقي الغيور إذا رآنـي | ومثلي لزبا لحمس الربيس |
إذا رضيت علي بنو قشير | لعمر الله أعجبني رضاها |
فوصل رضيت بعلي لأنهم قالوا في ضده سخط علي، ومثل هذا موجود في كلتامهم. أو حملوه على فعيل بمعنى مفعول فقد قالوا: إنه المكسور الفقار. وإذا حمل على هذا الوجه كان في الشذوذ مثله إذا حمل افتقر. وأما قولهم: ما أغناه، فهو على النهج الواضح لأنه من قولهم غني يغنى غني فهو غني، فلا حاجة بنا إلى حمله على الشذوذ. وأما قولهم للمستقيم ما أقومه فقد حملوه على قولهم شيء قويم، أي مستقيم، وقام بمعنى استقام صحيح. قال الراجز وقال ميزان النهار فاعتدل. ويقولون دينار قائم، إذا لم يزد على مثقال ولم ينقص، وذلك لاستقامة فيه، فعلى هذا الوجه ما أقومه غير شاذ. وقولهم للمتمكن عند الأمير ما أمكنه. إنما هو من قولهم: فلان مكين عند فلان وله مكانة عنده أي منزلة. فلما رأوا المكانة، وهي من مصادر فعل، بضم العين، وسمعوا المكين، وهو من نعوت هذا الباب. نحو كرم فهو كريم وشرف فهو شريف. توهموا أنه من مكن مكانة فهو مكين. مثصل متن متانة فهو متني. فقالوا: ما أمكنه! وفلان أمكن من فلان. وليس توهمهم هذا بأغرب من توهمهم الميم في التمكن والإمكان والمكانة والمكان وما اشتق منها أصلية. وجميع هذا من الكون وهذا كما أنهم توهموا الميم في المسكين أصلية فقالوا تمسكن، ولهذا نظائر. وأما قولهم ما أصوبه على لغة من يقول صاب، يعني أصاب. ولم يزيدوا على هذا فإني أقول هذا اللفظ، أعني لفظ صاب، مبهم لا ينبئ عن معنى واضح. وذلك أن صاب يكون من صاب المطر يصوب صوباً، إذا نزل. وصاب السهم يصوب صيبوبة، إذا قصد، ولم يجر. وصاب السهم القرطاس، يصيبه صيباً لغة في أصاب. ومنه المثل: مع الخواطيء سهم صائب. فإن أرادوا بقولهم صاب هذا الأخير كان من حقهم أن يقولوا ما أصيبه لأنه يائي. وأن أرادوا بقولهم أصاب، أي أتى بالصواب من القول، فلا يقال فيه صاب يصيب. ومإما قوله قالوا ما أخطأه لأن بعض العرب يقول خطئت في معنى أخطأت فهو على ما قال. وأما ما أشغله فلا ريب في شذوذه لأنه أن حمل على الاشتغال كان شاذاً، وإن حمل على أنه من المفعول فكذلك. وأما ما أزهاه وحمله على الشذوذ من قولهم زهى فهو مزهو فإن ابن دريد قال يقال زها يزهو زهواً أي تكبر. ومنه قولهم ما أزهاه وليس هذا من زهى لبأن ما لم يسم فاعله لا يتعجب منه. هذا كلامه. وأمر آخر وهو أن بين قولهم ما أشغله وما أزهاه إذا حمل على زهو فرقاً ظاهراً، وذلك أن المزهو وأن كان مفعولاً في اللفظ فهو في المعنى فاعل لأنه لم يقع عليه فعل من غيره كالمشغول الذي شغله غيره، فلو حمل ما أزهاه على التعجب من الفاعل المعنوي لم يكن بأس. وأما قولهم ما آبله أي ما أكثر إبله ثم قوله وإنما يقولون تأبل إبلاً إذا اتخذها ففي كل واحد منهما خلل. وذلك أن قولهم ما آبله ليس من الكثير في شيء إنما هو تعجب من قولهم أبل الرجل يأبل إبالة مث لشكس شكاسة فهو أبل وآبل أي حاذق بمصلحة الأبل. وفلان آبل الناس، أي من أشدهم تأنقاً في رعية الإبل وأعلمهم بها، فقولهم ما آبله معناه ما أحذقه وأعلمه بها. وإذا صح هذا فحمله ما آبله على الشذوذ سهو، ثم حمله على معنى كثر عنده الإبل سهو ثان. وقوله تأبل أي اتخذ إبلاً سهو ثالث. وذلك أن التأبل لفا هو امتناع الرجل من غشيان المرأة ومنه الحديث: لقد تأبل آدم على ابنه المقتول كذا عاماً. وتأبلت الإبل، اجتزئت بالرطب عن الماء والصحيح في اتخاذ الإبل واقتنائها قول طفيل الغنوي:
|