الخميس، 6 أبريل 2017

بأبي وجوه اليتامى

ويروى، وا بأبي، يشير بقوله: وا، إلى التوجع على فقدهم، ثم قال: بأبي. أي أفدي بأبي وجوههم. يضرب في التحنن على الأقارب. وأصله أن سعد القرقرة، وهو رجل من أهل هجر، كان النعمان بن الممنذر يضحك منه، وكان للنعمان فرس يقال له اليحموم يردي من ركبه. فقال يوماً لسعد أركبه وأطلب عليه الوحش، فامتنع سعد، فقهره النعمان على ذلك، فلما ركبه نظر إلى بعض ولده وقال هذا القول، فضحك النعمان وأعفاه من ركوبه فقال سعد:
نحن بغرس الودي أعلمـنـامنا بجري الجياد في السلف
يا لهف أمي فكيف أطعنـهمسمسكاً واليدان في العرف
ويروى، بجر الجياد في السدف. ويروى، في السدف والسلف والسدف. فالسدف، الضوء والظلمة أيضاً، والحرف من الأضداد. والسدف، جمع سدفة وهي اختلاط الضوء والظلمة. والسلف، جمع سالف مثل خادم وخدم وحارس وحرس، وهم آباؤه المتقدمون. والسلف، جمع سلفة وهي الدبرة من الأرض. وقوله: أعلمنا، أراد أعلم منا، وهي لغة أهل هجر، يقولون نحن أعلمنا بكذا منا. وأجود هذه الروايات هذه الأخيرة. أعني، في السلف، لأن سعداً كان من أهل الحراثة والزراعة، فهو يقول نحن بغرس الودي في الديار والمشارات أعلم منا بجري الجياد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق