الأربعاء، 20 مايو 2020

الذِّئْبُ خَالياً أَسَدٌ‏.‏


ويروى ‏"‏أشَدُّ‏"‏ أي إذا وجَدَك خاليا وَحْدك كان أَجْرَأ عليك، هذا قول قاله بعضهم‏.‏
وأجود من هذا أن يقال‏:‏ الذئب إذا خلا من أَعْوانٍ من جنسه كان أسداً، لأنه يتكل على ما في نفسه وطبعه من الصَّرَامة والقوة فَيَثِب وَثْبة لا بُقْيَا معها، وهذا أقرب إلى الصواب، لأن ‏"‏خالياً‏"‏ حال من الذئب لا من غيره، والتقدير‏:‏ الذئب يشبه الأسد إذا كان خالياً، كما تقول‏:‏ زيد ضاحكا قمر، ومعنى التشبيه عامل في الحال، قال أبو عبيد‏:‏ يقول‏:‏ إذا قَدَرَ عليك في هذه الحال فهو أقوى عليك وأجرأ بالظلم، أي في غير هذه الحال، أراد لا تَعْجِزْ عنه ولا معين له من جنسه‏.‏
وقال أيضاً‏:‏ قد يضرب هذا المثل في الدِّينِ، ومنه حديث معاذ رضى اللّه تعالى عنه ‏"‏عليكم بالجماعة فإن الذئب إنما يُصيب من الغنم الشَّاذَّةَ القاصِيَة‏"‏ قال أبو عبيد‏:‏ فصار هذا المثل في أمر الدين والدنيا‏.‏
يضرب لكل متوحِّدٍ برأيه أو بِدِينه أو بسفره‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق