الأحد، 16 يوليو 2017

الحمى أضرعتني لك

قال أبو عيد: يضرب هذا في الذل عند الحاجة تنزل. ويروى: الحمى أضرعتني للنوم. قال المفضل: أول من قال ذلك رجل ن كليب يقال له مرير، ويروى مرين، وكان له أخوان أكبر منه يقال لهما مرارة ومرة، وكان مرير لصاً مغيراً، وكان يقال له الذئب. وإن مرارة خرج يتصيد في جبل لهم فاختطفته الجن، وبلغ أهله خبره، فانطلق مرة في أثره حتى إذا كان بذلك المكان اختطف، وكان مرير غائباً فلما قدم بلغه الخبر فأقسم لا يشرب خمراً ولا يمس رأسه غسل حتى يطلب بأخويه، فتنكب قوسه وأخذ أسهماً ثم انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخواه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئاً، حتى إذا كان في اليوم الثامن إذا هو بظليم فرماه فأصابه، واستقل الظليم حتى وقع في أسفل الجبل، فلما وجبت الشمس بصر بشخص قائم على صخرة ينادي:
يا أيها الرامي الظليم الأسودتبت مراميك التي لم ترشد
فأجابه مرير:
يا أيها الهاتف فوق الصخرةكم عبرة هيجتها وعـبـره
بقتلـكـم مـرارة ومـرهفرقت جمعاً وتركت حسره
فتواري الجني عنه هوياً من الليل، وأصابت مريراً حمى فغلبته عيناه فأتاه الجني فاحتمله وقال له: ما أنامك وقد كنت حذراً? فقال: الحمى أضرعتني للنوم. فذهبت مثلاً. وقال مرير:
ألا مـن مـبـلـغ فـتــيان قـــومـــيبمـا لاقـيت بـعـدهـم جـــمـــيعـــاً
غزوت الـجـن أطـلـبـهـم بـــثـــأريلاسـقـيهـم بـه سـمـاً نـــقـــيعـــاً
فيعرض لي ظليم بعد سبع فأرميه فأتركه صريعاً
في أبيات أخر يطول ذكرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق