قال النابغة في زرقاء اليمامة يخاطب النعمان:
وكانت نظرت إلى سرب من حمام طائر فيه ست وستون حمامة وعندها حمامة واحدة فقالت:
وقال بعض أصحاب المعاني: أن النابغة لما أراد مدح هذه الحكيمة الحاسبة بسرعة إصابتها شدد الأمر وضيقه ليكون أحسن له إذا أصاب فجلعه حرزاً لطير إذ كان الطير أخف ما يتحرك، ثم جعله حماماً إذ كان الحمام أسرع الطير، ثم كثر العدد إذ كانت المسابقة مقرونة بها، وذلك أن الحمام يشتد طيرانها عند المسابقة والمنافسة، ثم ذكر أنها طارت بين نيقين، لأن الحمام إذا كان في مضيق من الهواء، كان أسرع طيراناً منه إذا اتسع الفضاء، ثم جعله وارد الماء لأن الحمام إذا ورد الماء أعانه الحرص تعلى الماء على سرعة الطيران.
وأحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت | إلى حمام سراع وأرد الثـمـد | |
يحفه جانبـاً نـيق وتـتـبـعـه | مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد | |
قالت ألا ليتما هذا الحمـام لـنـا | إلى حمامتنا أو نصفـه فـقـد | |
فحسبوه فألفوه كـمـا ذكـرت | تسعاً وتسعين لم ينقص ولم يزد |
ليت الحمام ليه | إلى حمامتيه | |
ونصفه قـديه | ثم الحمام ميه |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق