الخميس، 17 أغسطس 2017

أحكم من لقمان ومن زرقاء اليمامة

قال النابغة في زرقاء اليمامة يخاطب النعمان:
وأحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرتإلى حمام سراع وأرد الثـمـد
يحفه جانبـاً نـيق وتـتـبـعـهمثل الزجاجة لم تكحل من الرمد
قالت ألا ليتما هذا الحمـام لـنـاإلى حمامتنا أو نصفـه فـقـد
فحسبوه فألفوه كـمـا ذكـرتتسعاً وتسعين لم ينقص ولم يزد
وكانت نظرت إلى سرب من حمام طائر فيه ست وستون حمامة وعندها حمامة واحدة فقالت:
ليت الحمام ليهإلى حمامتيه
ونصفه قـديهثم الحمام ميه
وقال بعض أصحاب المعاني: أن النابغة لما أراد مدح هذه الحكيمة الحاسبة بسرعة إصابتها شدد الأمر وضيقه ليكون أحسن له إذا أصاب فجلعه حرزاً لطير إذ كان الطير أخف ما يتحرك، ثم جعله حماماً إذ كان الحمام أسرع الطير، ثم كثر العدد إذ كانت المسابقة مقرونة بها، وذلك أن الحمام يشتد طيرانها عند المسابقة والمنافسة، ثم ذكر أنها طارت بين نيقين، لأن الحمام إذا كان في مضيق من الهواء، كان أسرع طيراناً منه إذا اتسع الفضاء، ثم جعله وارد الماء لأن الحمام إذا ورد الماء أعانه الحرص تعلى الماء على سرعة الطيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق