الأربعاء، 12 يوليو 2017

أحق الخيل بالركض المعار

قالوا: المعار من العارية. والمعنى، لا شفقة لك على العارية لأنها لست لك. واحتجوا بالبيت الذي قبله، وهو من قول بشر أبي حازم يصف الفرس:
كأن حفيف منخـره إذا مـاكتمن الربو كير مستعـار
وجدنا في كتاب بني تـمـيمأحق الخيل بالركض المعار
قالوا: والكير إذا كان عارية أشد لكده. وقال من رد هذا القول: المعار، المسمن.
يقال: اعرت الفرس إعارة، إذا سمنته. واحتج بقول الشاعر:
أعيروا خيلكم ثم اركضوهـاأحق الخيل بالركض المعار
واحتج أيضاً بأن أبا عبيده كان يزعم أن قوله: وجدنا في كتاب بني تميم. ليس لبشر وإنما هو للطرماح. وكان أبو سعيد الضريري يروي المغار، بالغين المعجمة، أي المضمر.
من قولهم: أغرت الحبل، إذا فتلته. قلت: يجوز أن يكون المعار بالعين المهلمة من قولهم: عار الفرس يعير إذا انفلت وذهب ههنا وههنا، وأعاره صاحبه إذا حمله على ذلك. فهو يقول: أحق الخيل بأن يركض ما كان معاراً لأن صاحبه لم يشفق عليه، فغيره أحق بأن لا يشفق عليه. وقال أبو عبيدة: من جعل المعار من العارية فقد أخطأ.
احترس من العين فوالله لهي أنم عليك من اللسان
قاله خالد بن صفوان. قال الشاعر:
لا جزى الله دمع عيني خيرابل جزى الله كل خير لساني
ثم طرفي فليس يكتـم شـيئاًووجدت اللسان ذا كتـمـان
كنت مثل الكتاب أخفاه طيفاستدلوا عليه بالـعـنـوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق