الخميس، 28 مايو 2020

ذَكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وكُنْتُ نَاسِياً‏.‏

قيل‏:‏ إن أصله أن رجلا حَمَلَ على رجل ليقتله، وكان في يد المحمول عليه رُمْح فأنساه الدهش والجزَعُ ما في يده، فقال له الحامل‏:‏ ألْقِ الرمْحَ، فقال الآخر‏:‏ إنَّ معي رمحا لا أشعر به‏؟‏ ذكَّرْتَنِي الطَّعْنَ - المثلَ، وحمل على صاحبه فطعنه حتى قتله أو هَزَمه، يضرب في تذكر الشيء بغيره‏.‏
يقال‏:‏ إن الحامل صَخْر بن مَعَاوية السُّلَمي، والمحمول عليه يزين بن الصَّعِق‏.‏
وقال المفضل‏:‏ أول من قاله رهيم بن حزن الهلالي، وكان انتقل باهله وماله من بلده يريد بلدا آخر، فاعترضه قوم من بني تغلب فعرفوه وهو لا يعرفهم، فقالوا له‏:‏ خَلِّ ما معك وانجُ، قال لهم‏:‏ دونَكم المال ‏ ولا تعرضوا للحُرَم، فقال له بعضهم‏:‏ إن أردْتَ أن نفعل ذلك فألقِ رمحك، فقال‏:‏ وإنَّ معي لَرُمْحاً‏؟‏ فشدَّ عليهم فجعل يقتلهم واحداً بعد واحد وهو يرتجز ويقول‏:‏
               
 رُدُّوا علي أقْرَبِهَا الأقاصِيَا * إنَّ لها بِالْمَشْرَفِّي حَادِياَ
ذكَّرْتَنِي الطَّعْنَ وَكُنْتُ نَاسِيَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق