الاثنين، 5 يونيو 2017

أجوع من ذئب

لأنه دهره جائع. ويقولون في الدعاء على العدو: رماه الله بداء الذئب أي بالجوع. هذا قول محمد بن حبيب. وقال غيره: معناه الموت، وذلك أن الذئب لا يصيبه من العلل إلا علة الموت، ولذلك يقولون في مثل آخر: أصح من الذئب. والأسد والذئب يختلفان في الجوع والصبر عليه، لأن الأسد شديد النهم، رغيب حريص، وهو مع ذلك يتحمل أن يبقى أياماً فلا يأكل شيئاً. والذئب وإن كان أقفر منزلاً، وأقل خصباً، وأكثر كداً وإخفاقاً، فلا بد له من شيء يلقيه في جوفه، فإن لم يجد شيئاً استعان بإدخال النسيم في جوفه. وجوف الذئب يذب العظم، وكذلك جوف الكلب، ولا يذيبان نوى التمر وهو أضعف من العظم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق