الاثنين، 3 يوليو 2017

الحديث ذو شجون

أي ذو طرق الواحد شجن، بسكون الجيم. والشواجن، أودية كثيرة الشجر، الواحدة شاجنة. وأصل هذه الكلمة الاتصال والالتفاف. ومنه الشجنة. والشجنة، الشجرة الملتفة الأغصان. يضرب هذا المثل في الحديث يتذكر به غيره. وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسينم الفهستاني هذا المثل، ومثلاً آخر في بيت واحد، وأحسن ما شاء وهو:
تذكر نجداً والحديث شجونفجن اشتياقاً والجنون فنون
وأول من قال هذا المثل ضبة بن أد بن طابخة إلياس بن مضر، وكان له ابنان يقال لأحدهما سعد، وللأخر سعيد، فنفرت إبل لضبة تحت الليل فوجه ابنيه في طلبها فتفرقا فوجدها سعد فردها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه الحرث بن كعب، وكان على الغلام بردان، فسأله الحرث إياهما فأبى عليه، فقتله، وأخذ برديه، فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سواداً قال أسعد أم سعيد، فذهب قوله مثلاً. يضرب في النجاح والخيبة فمكث ضبة بذلك ما شاء الله أن يمكث. ثم أنه حج فوافى عطاظ فلقي بها الحرث بن كعب، ورأى عليه بردي ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له: هل أنت مخبري ما هذان البردان اللذان عليك? قال: بلى، لقيت غلاماً وهما عليه فسألته إياهما فأباى علي فقتلته، وأخذت برديه هذين. فقال ضبة: بسيفك هذا. قال: نعم. فقال: فأعطنيه انظر إليه فإني أظنه صارماً. فأعطاه الحرث سيفه، فلما أخذه من يده هزه وقال: الحديث ذو شجون ثم ضربه به حتى قتله فقيل له: يا ضبة أفي الشهر الحرام? فقال: سبق السيف العذل. فهو أول من سار عنه هذه الأمثال الثلاثة. قال الفرزدق:
لا تأمنن الحرب إن استعارهاكضبة إذ قال الحديث شجون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق