الأحد، 30 أبريل 2017

أتيه من فقيد ثقيفٍ

قالوا: كان بالطائف في أول الإسلام إخوان. فتزوج أحدهما امرأة من بني كنة ثم رام سفراً فأصى الأخ بها. فكان يتعهدها كل يوم بنفسه، وكانت من أحسن الناس وجهاً، فذهبت بقلبه، فضني وأخذت قوته حتى عجز عن المشي، ثم عجز عن القعود، وقدم أخوه فلما رآه بتلك الحال قال: ما لك يا أخي? ما تجد? قال: ما أجد شيئاً غير الضعف. فبعث أخوه إلى الحرث بن كلدة، طبيب العرب، فلما حضر لم يجد به علة من مرض، ووقع له أن ما به من عشق، فدعا بخمر وفت فيها خبزاً، فأطعمه إياه ثم إتبعه بشربة منها فتحرك ساعة، ثم نفض رأسه، ورفع عقيرته بهذه الأبيات:
ألما بي على الأبـيات بالخيف نزرهنه
غزال ثم يحتـمـلبها دور بني كنـه
غزال أحور العـينين في منطقه غنه
فعرف أنه عاشق. فأعاد عليه الخمر فأنشأ يقول:
أيها الجيرة أسلمـواوقفوا كي تكلمـوا
خرجت مزنة من البحر ريا تحمـحـم
هي ما كنتي وتـزعم أني لهـا حـم
فعرف أخوه ما به فقال: يا أخي، هي طالق ثلاثاً فتزوجها. فقال: هي طالق يوم أتزوجها. ثم ثاب إليه ثائب من العقل والقوة، ففارق الطائف وهام في البر فما رؤي بعد ذلك. فمكث أخوه أياماً ثم مات كمداً على أخيه، فضرب به المثل، وسمي فقيد ثقيف. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق