الاثنين، 1 مايو 2017

أثقل من الكانون

حكى المفضل عن الفراء، أن من كلامهم، قد أكنونت علينا، أي ثقلت علينا. وحكي عن الأصمعي أن الكانون هو الذي إذا دخل على القوم وهم حديث كنوا عنه. قال: ولا أعرف هذه العبارة ما معناها. وحكي عن أبي عبيدة أنه فاعول من كننت الشيء إذا أخفيته وسترته. قال: ومعناه أن القوم يكنون حديثهم عنه. وأنشد للحطيئة في هجاء أمه، وكان من العققة:
جزاك الله شراً من عجوزولقاك العقوق من البنينا
تنحي فاقعدي مني بعـيداًأراح الله منك العالمينـا
أغربالاً إذا استودعت سراًوكانونا على المتحدثينـا
ألم أظهر لك الشحناء منيولكن لا أخالك تعقلـينـا
حياتك ما علمت حياة سوءوموتك قد يسر الصالحينا
وقال الطبري: قولهم، أثقل من كانون، فيه وجهان: أحدهما أن الكانون عند الروم الشتاء، ويحتاج فيه إلى النفقة ما لا يحتاج إليه في الصيف، فهو ثقيل من هذه الجهة. قال الشاعر:
لعنة الله والرسول وأهل الأرض طراً على بني مظعون
بعت في الصيف عندهم قبة الخيش وبعت الكانون في الكانون
والثاني أن الكانون ثقيل، فإذا وضع لم يرفع إلى آخر الشتاء، فقيل لكل ثقيل: يا أثقل من كانون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق