الخميس، 1 يونيو 2017

أجرأ من فارس خصاف

هو رجل من غسان، أجبن من في الزمان، يقف في أخريات الناس. وكان فرسه خصاف لا يجاري، فكان يكون أول منهزم. فبينا هو ذات يوم واقف جاء سهم فسقط في الأرض مرتزاً بين يديه، وجعل يهتز. فقال: ما اهتز هذا السهم إلا وقد وقع بشيء. فنزل وكشف عنه فإذا هو في ظهر يربوع. فقال: أترى هذا ظن أن السهم سيصيبه في هذا الموضع، لا المرء في شيء ولا اليربوع. فأرسلها مثلاً. ثم تقدم فكان من أشد الناس بأساً. هذا قول محمد بن حبيب. وزعم ابن الأعرابي في أصل هذا المثل، إن جد ملك من ملوك الفرس غزوهم، وكان عندهم أن جنود الملك لا يموتون، فشد فارس خصاف على رجل منهم فطعنه فخر صريعاً، فرجع إلى أصحابه فقال: ويلكم القوم أمثالكم يموتون كما نموت، فتعالوا نقارعهم، فشدوا عليهم وهزموهم. فضرب بفارس خصاف المثل لإقدامه عليهم. قال ابن دريد: خضاف، بالضاد المعجمة، اسم فرس، وفارسه أحد فرسان العرب المشهورين. هذا قوله، وغيره يورى بالصاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق