هو أيادي. ومن حديثه أنه خرج في ركب فيهم رجل من النمر بن قاسط في شهر ناجر، فضلوا، فتصافنوا ماءهم، وهو أن يطرح في القعب حصاة فيشرب كل إنسان بقدر واحد. فقعدوا للشرب، فلما دار القعب فانتهى إلى كعب أبصر النمري يحدد النظر إليه فآثره بمائه وقال للساقي: اسقي أخاك النمري. فشرب النمري نصيب كعب ذلك اليوم من الماء. ثم نزلوا من غدهم المنزل الآخر فتصافنوا بقية مائهم فنظر إليه النمري كنظره أمسه فقال كعب كقوله أمس. وارتحل القوم وقالوا: يا كعب ارتحل. فلم يكن به قوة للنهوض، وكانوا قد قربوا من الماء، فقال له: رد كعب إنك وراد. فعجز عن الجواب. فلما يئسوا منه، خيلوا عليه بثوب يمنعه من السبع أن يأكله وتركوه مكانه ففاظ فقال أبوه مامة يرثيه.
زو المنية، قدرها. وعي به، أي عيت به الأحداث إلا أن تقتله عطشاً.
ما كان من سوقة أسقى على ظمأ | خمراً بماء إذانا جـودهـا بـرد | |
من ابن مامة كعب حين عي بـه | زو الـمـنـية إلا حـرة وقـد | |
أوفى على الماء كعب ثم قيل له | رد كعب إنك وراد فـمـا ورد |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق