الخميس، 1 يونيو 2017

أجبن من المنزوف ضرطاً

قالوا: كان من حديثه أن نسوة من العرب لم يكن لهن رجل، فزوجن أحداهن رجلاً كان ينام الضحى، فإذا أتينه بصبوح قلن: قم فاصطبح فيقول: لو نبهتنني لعادية. فلما رأين ذلك قال بعضهن لبعض: إن صاحبنا لشجاع، فتعالين حتى نجربه. فأتينه كما كن يأتينه، فأيقظنه. فقال: لو لعادية نبهتنني. فقلن: هذه نواصي الخيل. فجعل يقول: الخيل الخيل ويضرط حتى مات. وفيه قول آخر. قال أبو عبيدة: كانت دختنوس بنت لقيط بن زرارة تحت عمرو بن عمرو، وكان شيخاً أبرص، فوضع رأسه يوماً في حجرها فهي تهمهم في رأسه إذا جخف عمرو، وسال لعابه، وهو بين النائم واليقظان، فسمعها تؤفف. فقال: ما قلت? فحادت عن ذلك. فقال لها: أيسرك أن أفارقك? قالت: نعم! فطلقها. فنكحها فتى جميل جسيم من بني زرارة. قال محمد بنحبيب: نحكها عمير بن عمارة ابن معبد بن زرارة. ثم أن بكر بن وائل أغروا على بني دارم، وكان زوجها نائماً ينخر، فنبهته وهي تظن أن فيه خيراً. فقالت: الغارة! فلم يزل الرجل يحبق حتى مات. فسمي المنزوف ضرطاً. وأخذت دختنوس، فأدركهم الحي، فطلب عمرو بن عمرو أن يردوا دختنوس فأبوا. فزعم بنو دارم أن عمراً قتل منهم ثلاثة رهط، وكان في السرعان، فردوها إليه، فجعلها أمامه وقال:
أي خليليك وجدت خيراأألعظيم فيشة وأيراأم الذي يأتي العدو سيرا
وردها إلى أهلها. ويقال في حدثيه غير هذا. زعموا أن رجلين من العرب خرجا في فلاة فلاحت لهما شجرة. فقال واحد منهما لرفيقه: أرى قوماً قد رصدونا. فقال الرفيق: إنما هو عشرة. فظنه يقول عشرة. فجعل يقول: وما غناء اثنين عن عشرة? ويضرط حتى مات. ويقال فيه وجه آخر. زعموا أنه كانت تحت لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل امرأة من عنزة بن أسد بن ربيعة، يقال لها حذام بنت العتيك بن أسلم بن يذكر بقن عنزة بن أسد بن ربيعة، فولدت له عجل بن لجيم، والأوقص بن لجيم. ثم تزوج بعد حذام صفية بنت كاهل بن أسد بن خزيمة فولدت له حنيفة بن لجيم. ثم أنه وقع بين امرأتيه تنازع فقال لجيم:
إذا قالت حذام فصدقوهافإن القول ما قالت حذام
فذهبت مثلاً. ثم أن عجل بن لجيم تزوج الماشرية بنت نهرس بن بدر ابن بكر بن وائل، وكانت قبله عند الأحرز بن عون العبدي، فطلقها وهي نسء لأشهر. فقالت لعجل حين تزوجها: احفظ علي ولدي. قال: نعم. فلما ولدت سماه عجل سعدا. وشب الغلام فخرج به عجل ليدفعه إلى الأحرز بن عون وينصرف. وأقبل حنيفة بن لجيم من سفره فتلقاه بنو أخيه عجل فلم ير فيهم سعدا. وشب الغلام فخرج به عجل ليدفعه إلى الأحرز بن عون وينصرف. وأقبل حنيفة بن لجيم من سفره فتلقاه بنو أخيه عجل فلم ير فيهم سعدا، فسألهم عنه، فقالوا: انطلق به عجل إلى أبيه ليدفعه إليه. فسار في طلبه، فوجده راجعاً قد دفعه إلى أبيه. فقال: ما صنعت يا عشمة وهل للغلام أب غيرك? وجمع إليه بني أخيه، وسار إلى الأحرز ليأخذ سعدا، فوجده مع أبيه ومولى له، فاقتتلوا فخذله مولاه بالتنحي عنه. فقال له الأحرز: ابنك ابن بوحك الذي يشرب من صبوحك. فذهبت مثلاً. فضرب حنيفة الأحرز فجذمه بالسيف، فيومئذ سمي جذيمة. وضرب الأحرز حنيفة على رجله فحنفها، فسمي حنيفة، وكان اسمه أثال بن لجيم. فلما رأى مولى الأحرز ما أثاب الأحرز وقع عليه الضراط فمات. فقال حنيفة: هذا هو المنزوف ضرطا. فذهبت مثلاً. وأخذ حنيفة سعدا فرده إلى عجل، فإلى اليوم ينسب إلى عجل. ووجه آخر. زعموا أن المنزوف ضرطا دابة بين الكلب والذئب، إذا صيح بها وقع عليها الضراط من الجبن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق