الخميس، 1 يونيو 2017

أجبن من صافر

قال أبو عبيد: الصافر، كل ما يصفر من الطير. والصفير لا يكون في سباع الطير وإنما يكون في خشاشها ويصاد منها. وذكر محمد بن حبيب أنه طائر يتعلق من الشجر برجليه وينكس رأسه خوفاً من أن ينام، فيؤخذ فيصفر منكوساً طول ليلته. وذكر ابن الأعرابي أنهم أرادوا بالصافر المصفور به فقلبوه، أي إذا صفر به هرب. ويقولون في مثل آخر: جبان ما يلوي على الصفير. وأرادوا بالمصفور به التنوط، وهو طائر يحمله جبنه على أن ينسج لنفسه عشاً كأنه كيس مدلى من الشجر، ضيق الفم، واسع الأسفل، فيحترز فيه خوفاً من أن يقع عليه جارح، وبه يضرب المثل في الحذق فيقال اصنع من تنوط. وذكر أبو عبيدة أن الصافر هو الذي يصفر بالمرأة المريبة، وإنما يجبن لأنه وجل مخافة أن يظهر عليه. وأنشد بيتي الكميت على هذا، وهو قوله: أرجو لكم أن تكونوا في مودتكم ... وقد ذكرت القصة بتمامها والبيتين عند قولهم: قد قلينا صفيركم. في حرف القاف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق