الخميس، 27 أبريل 2017

تجمعين خلابة وصدوداً

يضرب لمن يجمع بين خصلتي شر. قالوا: هو من قول جرير بن عطية. وذلك أن الحجاج بن يوسف أراد قتله، فمشت إليه مضر. فقالوا: أصلح الله الأمير لسان مضر وشاعرها هبه لنا. فوهبه لهم. وكانت هند بنت أسماء بن خارجة ممن طلب فيه فقالت للحجاج: ائذن لي فأسمع من قوله. قال: نعم. فأمر بمجلس له وجلس فيه هو وهند ثم بعث إلى جرير فدخل وهو لا يعلم بمكان الحجاج. فقال: يا ابن الخطفي أنشدني قولك في التشبيب. قال: والله ما شببت بامرأة قط، وما خلق الله شيئاً أبغض إلي من النساء، ولكني أقول في المديح ما بلغك، فإن شئت أسمعتك. قالت: يا عدو نفسه. فأين قولك?
يجري السواك على أغر كأنهبرد تحدر من متون غـمـام
طرقتك صائدة القلوب وليس ذاوقت الزيارة فارجعي بسلام
لو كنت صادقة الذي حدثتـنـالوصلت ذاك فكان غير رمام
قال جرير: لا والله ما قلت هذا ولكني أقول:
لقـد جـرد الـحـجـاج بــالـــحـــق ســـيفـــهألا فـاسـتـــقـــيمـــوا لا يمـــيلـــن مـــائل
ولا يستوي داعي الضلالة والهدى ولا حجة الخصمين حق وباطل
فقالت هند: دع ذا عنك فأين قولك?
خليلي لا تستشعرا النـوم أنـنـيأعيذكما بالله أن تـجـدا وجـدي
ظمئت إلى برد الشراب وغرنـيجداً مزنة يرجى جداها وما تجدي
قال جرير: بل أنا الذي أقول:
من يأمن الحجاج أما عقابـهفمر وأما عقـده فـوثـيق
لحقتك حتى أنزلتني مخافتـيوقد كان من دوني عماية نيق
يسر لك البغضاء كل منافـقكما كل ذي دين عليك شفيق
قالت: دع ذا عنك ولكن هات قولك:
يا عاذلي دعا الملامة واقصـراطال الهوى وأطلتما التفـنـيدا
إني وجدتـك لـو أردت زيادةفي الحب مني ما وجدت مزيدا
أخلبتنا وصـددت أم مـحـمـدأفتجمعـين خـلابة وصـدودا
لا يستطيع أخو الصبابة أن يرىحجراً أصم وإن يكون حـديدا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق