الأحد، 23 أبريل 2017

تطلب أثراً بعد عين

العين، المعاينة. يضرب لمن ترك شيئاً يراه ثم تبع أثره بعد فوت عينه قال الباهلي: أول من قال ذلك مالك بن عمرو العاملي. وفي كتاب أبي عبيد مالك بن عمرو الباهلي. قال: وذلك أن بعض ملوك غسان كان يطلب في عامله دخلاً فأخذا منهم رجلين يقال لهما مالك وسماك ابنا عمرو فاحتبسهما عنده زماناً ثم دعاهما فقال لهما: إني قاتل أحدكما فإيكما أقتل، فجعل كل واحد منهما يقول أقتلني كان أخي. فلما رأى ذلك قتل سماكاً وخلى سبيل مالك فقال سماك حين ظن أنه مقتول:
ألا مـن شـجــت لـــية عـــامـــدهكمـــا أبـــد لـــيلة واحـــــــده
فأبـلـغ قـضــاعة أن جـــئتـــهـــموخـص سـراة بــنـــي ســـاعـــده
وأبـلـغ نـزاراً عــلـــى نـــأيهـــابأن الـرمـــاح هـــي الـــعـــائده
وأقـسـم لـو قـتـلـوا مـــالـــكـــاًلكـنـت لـــهـــم حـــية راصـــده
برأس سبيل على مرقب ويوماً على طرق وارده
فأم سماك فلا تجزعي فللموت ما تلد الـوالـده
وانصرف مالك إلى قومه، فلبث فيهم زماناً، ثم أن ركباً مروا واحدهما يتغنى بهذا البيت:  
فسمعت بذلك أم سماك فقالت: يا مالك قبح الله الحياة بعد سماك. أخرج في الطلب بأخيك. فخرج في الطلب فلقي قاتل أخيه يسير في ناس من قومه. فقال: من أحسن لي الجمل الأحمر? فقالوا له، وعرفوه: يا مالك لك مائة من الإبل فكف. فقال: لا أطلب أثراً بعد عين. فذهبت مثلاً. ثم حمل على قاتل أخيه فقتله وقال في ذلك:
يا راكـبـاً بـلـغــا ولا تـــدعـــابنـي قـمـير وإن هـم جــزعـــوا
فلـيجـدوا مـث لـمـا وجـدت فـقــدكنـت حـزينـاً قـد مـسـنـي وجــع
لا أسـمـع الـلـهـو فـي الـحـديث ولاينفعنـي فـي الـفـراش مـضـطـجـع
لا وجـد ثـكـلـي كـمـا وجـــدت ولاوجـد عـجـول أضـلـهــا ربـــع
ولا كـبـير أضــل نـــاقـــتـــهيوم توافـي الـحـجـيح واجـتـمـعـوا
ينـظـر فـي أوجـه الـركـاب فـــلايعـرف شـيئاً والـوجـه مـلـتـمــع
جللته صارم الحديد كالملح وفيه سفاسق لمع
بين صمير وباب جلق فيأثـوابــه مـــن دمـــائه دفـــع
اضـربـــه بـــادياً نـــواجـــذهيدعـو صـداه والـرأس مـنـصـــدع
بنـي قـمـير قـتـلـت ســـيدكـــمفالــــيوم لا رنة ولا جـــــــزع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق